نداء بوست – أسوشيتد برس – فيينا
أثارت الخيام التي تستخدمها النمسا لإيواء طالبي اللجوء في عددٍ من مناطقها غضباً واسعاً، ودفعت الجمعيات والمنظمات الحقوقية في النمسا، إلى المطالبة بالتعامل مع المهاجرين على نحوٍ مختلف.
ونصبت حكومة النمسا نحو 40 خيمة في ثلاث نقاط، واحدة بالقرب من ألمانيا واثنتان بالقرب من سلوفينيا، لإيواء طالبي اللجوء، منتصف الشهر الحالي، وَفْق وكالة “أسوشيتد برس”.
وبررت الحكومة النمساوية سبب إيواء بعض طالبي اللجوء في الخيام، بأن تلك الخُطوة جاءت في أعقاب تزايُد أعداد الوافدين وعدم توافر أماكن إضافية لإيوائهم.
وصرّح المتحدث باسم الوكالة الفدرالية المسؤولة عن خطة الخيام، توماس فوسنيغر، بالقول: “إنها إجراءات طارئة قصيرة الأمد لزيادة قدراتنا الاستيعابية على نحو يومي”.
وأثارت خُطوة الحكومة النمساوية جدلاً بين أوساط الناشطين، وانتقدت الجمعيات والمنظمات المدافعة عن حقوق المهاجرين في النمسا ما يحصل، وأرسلت رسالة إلى الحكومة الأسبوع الماضي لحثها على التعامل مع المهاجرين على نحو إنساني، وقالت: ”يُضطر اللاجئون في النمسا إلى العيش في خيام مرة أخرى. لا يريد أحد ذلك، ويمكن تجنب هذه المساكن اللاإنسانية”.
وقال أحد المهاجرين الذين يقيمون في الخيام غرب البلاد لصحيفة “دي برس” اليومية: إن “أوضاع المهاجرين المقيمين في الخيام صعبة جداً؛ الجو بارد في الليل، نحن نتجمد هنا”.
ولم ترحِّب بلدية ”سانت جورجن إم أتيرغو“ بنصب الخيام على أراضيها، وقال محافظ المنطقة: ”إن الخيام غير إنسانية لا سيما في هذا الوقت من العام“، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى تزايُد خوف السكان من قدوم المهاجرين إلى البلدة.
وكانت صحيفة Der Standard النمساوية، قد أكدت تقديم عدد كبير من طلبات اللجوء في الأشهر الثمانية الأولى من العام مُقارَنة بعام 2021 كاملاً.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدداً كبيراً من المهاجرين الذين يقدمون طلب لجوء في النمسا لا يبقون في البلاد، إذ يُعاد البعض إلى بلدانهم الأصلية، بينما غادر عدد كبير النمسا باتجاه دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
وقُدّرت أعداد طالبي اللجوء منذ بداية العام حتى الشهر الماضي، بنحو 70 ألف شخص (معظمهم من سورية وأفغانستان، إضافةً إلى مهاجرين من الهند وتونس وغيرها) مُقارَنةً بـ 40 ألفاً في العام الماضي.