نداء بوست -عبد الله العمري- الحسكة
شهد الأسبوع الماضي، تصاعداً ملحوظاً في عمليات الاغتيال داخل مخيم الهول جنوب شرقي الحسكة، حتى بات العثور على جثة شخص مقتول حدثاً شبه يومي داخل المخيم.
وقال مراسل “نداء بوست” في الحسكة: إن قاطني المخيم عثروا، صباح يوم أمس الجمعة على جثة رجل وامرأة مقتولين بواسطة عدة طلقات في الرأس.
وفيما بعد تبيّن أن الجثتين تعودان للاجئ عراقي وزوجته، حيث وُجدتا بالقرب من خيمتهما في القسم الأول من القطاع والمخصص للاجئين العراقيين.
وأشار مراسلنا إلى أن “قسد” فرضت طوقاً أمنياً حول مكان الحادثة ومنعت السكان من الاقتراب لحين الانتهاء من التحقيقات.
ويوم الخميس الماضي عثر سكان المخيم على جثة امرأة في العقد الثاني من العمر، مقتولة بواسطة عدة طلقات في الرأس والصدر، وبعد التحقيقات تبين أنها الشابة آلاء حمامي النازحة من مدينة حلب.
سبق ذلك بيومين، مقتل سيدتين برصاص مجهولين يحملون أسلحة مزودة بكواتم للصوت في الحي الرابع داخل المخيم.
وبذلك يرتفع عدد عمليات الاغتيال داخل المخيم إلى 7 حالات اغتيال خلال أسبوع.
التصاعد الملحوظ في عمليات الاغتيال داخل المخيم، جاء بعد التسجيلات الصوتية التي نشرها تنظيم داعش، تحت عنوان “غزوة الثأر للشيخين”، والتي طالب فيها خلاياها وأنصاره بالتحرك، والاستفادة من حالة الارتباك التي تشهدها المنطقة، واستغلال الانشغال الدولي في الحرب الأوكرانية الروسية.
كما تزامن ذلك، مع ظهور مجموعة من النساء تطلق على نفسها اسم “حسبة تنظيم الدولة” داخل المخيم، وقيامها بجلد عدة نساء بتهمة الخروج متبرجات والتدخين.
ويوم الإثنين الماضي، نشرت “مؤسسة الفرقان” التابعة لـ”داعش”، تسجيلاً صوتياً للمتحدث الجديد باسم التنظيم المدعو “أبو عمر المهاجر” قال فيها: “نعلن بالتوكل على الله حملة مباركة للانتقام من مقتل القرشي والمتحدث السابق باسم الجماعة أبو الحسن القرشي”.
ودعا “المهاجر” أنصار التنظيم إلى استئناف الهجمات في أوروبا، واستغلال فرصة انشغال “الصليبيين ببعضهم البعض”، في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي العاشر من شهر آذار/ مارس الماضي، أقر تنظيم “داعش” بمصرع زعيمه عبد الله قرداش، وتعيين قائد جديد خلفاً له، وذلك بعد أكثر من شهر من إعلان الولايات المتحدة تصفيته.
وقال التنظيم في تسجيل صوتي نشره على معرفاته الرسمية على موقع “تويتر”: إنه تم تنصيب زعيم جديد يدعى “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، دون أن يذكر تفاصيل إضافية عنه.
ودعا المتحدث باسم التنظيم عناصر “داعش” وأنصاره إلى مبايعة الزعيم الجديد، حيث وصفه بأنه “من أهل السبق في الانضمام إلى التنظيم، ومن قادته البارزين”، مضيفاً: “لكن لا يمكن حالياً الكشف عن اسمه الصريح وشكله”.
كما وجه المتحدث رسالة إلى عناصر التنظيم في جميع المناطق، يدعوهم فيها “للصبر بعد مقتل زعيمهم، والمضي بالطريق نفسه الذي قتل فيه أسلافهم”.
وتستغل خلايا “داعش” حالة الفلتان الأمني داخل المخيم، والحصار المفروض على قاطنيه من قبل “قسد” لتنفيذ عمليات التصفية.
ويضم مخيم الهول الذي يبعد نحو 40 كيلومتراً جنوب شرقي الحسكة أكثر من 56 ألف نسمة، موزعين على 15 ألفاً و431 عائلة.
ويشكل اللاجئون العراقيون 30 ألفاً و689 نسمة، أما النازحون من الداخل السوري فقد بلغ عددهم نحو 20 ألفاً و217 شخصاً، إضافة إلى 8 آلاف و359 شخصاً من عوائل قتلى ومعتقلي تنظيم “داعش” الأجانب، ينحدرون من نحو 60 دولة، وذلك بحسب أحدث إحصائية لإدارة المخيم.