شنت طائرات حربية أمريكية غارات جوية فجر اليوم الجمعة على مواقع للميليشيات الإيرانية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، رداً على الهجمات الصاروخية التي وقعت في العراق مؤخراً.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "جون كيربي" أن الغارات جاءت بتوجيه مباشر من الرئيس الأمريكي "جو بايدن" واستهدفت بنية تحتية تستخدمها مجموعات مسلحة مدعومة من إيران من بينها "حزب الله" وكتائب "سيد الشهداء".
من جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" في تصريحات أعقبت الغارات أن المقاتلات الأمريكية ضربت "الهدف الصحيح"، موضحاً أن الموقع المستهدف كانت تستخدمه الميليشيات الإيرانية التي نفذت هجمات صاروخية في العراق.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن هذه الغارات هي "رد صغير" تمثل في إلقاء 7 قنابل على مجموعة من المباني على الحدود السورية العراقية، موضحة أنه تم اختيار سوريا للرد على هجوم "أربيل" لـ"تفادي أي ردة فعل دبلوماسية من الحكومة العراقية".
مصادر خاصة لـ"نداء بوست" أكدت أن الغارات استهدفت المعبر العسكري القريب من قاعد "الإمام علي" جنوب غربي مدينة "البوكمال" بريف دير الزور الشرقي، ومقر للميليشيات الإيرانية قرب الحدود العراقية.
وأوضحت المصادر أن الغارات نفذتها طائرات F15 أقلعت من قاعدة "الأزرق" في الأردن، وشاركت طائرة E-111 في تأمين الحماية الإلكترونية كون المجال الجوي بهذه المنطقة يتبع لروسيا، إضافة إلى اشتراك طائرة AK10 بتزويد الوقود.
وأشارت إلى استخدام قذائف عادية من طراز MK في هذه الهجمات، مضيفة أن "الضربة عبارة عن إشارة سياسية أكثر من كونها عسكرية هدفها توجيه رسالة أن الولايات المتحدة مستعدة لتوجيه ضربات أكبر إذا استمرت الاعتداءات على جنودها في العراق".
وتحدثت وسائل إعلام أمريكية عن مصرع عدد من عناصر الميليشيات الإيرانية جراء هذه الغارات، فيما أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" مقتل ما لا يقل عن 17 عنصراً من "الحشد الشعبي" العراقي على إثرها.
وتأتي هذه الضربات بعد أيام من تعرض كل من "المنطقة الخضراء" في العاصمة العراقية بغداد والتي تضم بعثات دبلوماسية غربية وقواعد للتحالف الدولي لهجوم صاروخي، ومطار "أربيل" شمال العراق ما أدى إلى مقتل متعاقد مدني وإصابة 6 أشخاص بينهم جندي أمريكي.
يذكر أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "نيد برايس" حمل في تصريح صحفي يوم الثلاثاء الماضي إيران ووكلائها المسؤولية عن تلك الهجمات، مؤكداً أن الولايات المتحدة "سترد بطريقة محسوبة وستسخدم مجموعة من الأدوات في الوقت والمكان اللذين تختارهما".