نداء بوست- أخبار سورية- البوكمال
أفاد مصدر خاص لـ”نداء بوست” بشن هجوم من طائرات مسيرة أمريكية على مقرات تابعة للحرس الثوري الإيراني في المربع الأمني في حي الجمعيات بالبوكمال، بالإضافة إلى مقرات عسكرية وأمنية خاصة بحزب الله اللبناني والفوج 47 بمنطقة الهجانة بالبوكمال.
الهجمات بحسب مصدر “نداء بوست” حصلت منتصف الليل من يوم 21 نيسان/ إبريل 2022، حيث انطلقت من قاعدة الشدادي الأمريكية 3 طائرات دون طيار من طراز MQ-9 Reaper محملة بصواريخ من نوع Hellfire.
ونتج عن الهجوم مقتل قيادييْنِ اثنين من الحرس الثوري هما: الحاج زهقان ماهد (قيادي أمني بالحرس الثوري – إيراني الجنسية)، والحاج علي زهبندر (قيادي بالحرس الثوري – إيراني الجنسية).
وجُرح أربعة عناصر من الحرس الثوري، اثنان منهم محليان وتم نقلهم جميعاً إلى مشفى الهنا الجراحي بالبوكمال.
فرض طوق أمني
وبناء على تلك الهجمات قام الحرس الثوري بفرض طوق أمني حول المناطق المستهدفة، كما أغلق الشوارع ونشر الحواجز الطيارة داخل البوكمال، وبحسب مصدر “نداء بوست” فقد تم عقد اجتماع أمني بعد ظهر يوم 21/4/2022 بأمر من الحاج عسكر (عسكر صدر زاده، قائد الحرس الثوري بالبوكمال – إيراني الجنسية) وذلك في أحد المقرات العسكرية الواقعة بحي الكتف بالبوكمال، وقد حضر الاجتماع عدد من القياديين الأمنيين في الحرس الثوري وحزب الله اللبناني وحزب الله العراقي ولواء فاطميون وقياديين محليين بفوج 47، وطلب الحاج عسكر من الأمنيين البحث والتدقيق في ملفات العناصر المحليين المنتسبين للحرس الثوري، ومراقبة تحركاتهم إذا كان لهم ارتباط مع جهات خارجية، والتعامل الفوري مع مَن تدور حولهم الشكوك بالمراقبة والتصفية بشكل مباشر.
وبحسب مصادر “نداء بوست” فإن هذه الهجمات الأمريكية على المواقع الإيرانية في البوكمال أتت بعد وصول خبراء عسكريين إيرانيين إلى البوكمال بتاريخ 19 نيسان/ إبريل 2022 قادمين من منطقة السيدة زينب في دمشق للقاء قياديي الحرس الثوري بالمنطقة الشرقية.
من جهته يقول العميد محمد الخالد: إن “الهجمات الأمريكية تأتي بالتوازي مع عملية تصعيد الميليشيات الإيرانية ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، وخصوصاً في سورية والعراق حيث انقطعت في الآونة الأخيرة بسبب مفاوضات الملف النووي، ولكنها عادت في ظل التعثر في الوصول لاتفاق بين الأطراف”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أنه “من المتوقع أن تزداد عملية الاستهداف ضد المصالح الإيرانية في سورية من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل وخصوصاً أن هناك معلومات عن انسحاب روسي وتسليم مواقع القوات الروسية الميليشيات الإيرانية في عدة محافظات سورية”.
وقبل أيام أشار موقع “نداء بوست” إلى عملية تجنيد الحرس الثوري الإيراني لشبان سوريين في مناطق شمال شرق سورية للقتال بجانب الحوثيين في اليمن.
ويشرف الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر على إستراتيجية ومهام الأذرع الإيرانية المحلية في كل من العراق ولبنان واليمن، ومؤخراً بدأ الحرس الثوري باهتمام أكبر في جمع وتأهيل الذراع المحلي التابع لإيران في سورية.
وتشرف إيران على تبادُل الخبرات والمقاتلين بين هذه الأذرع المرتبطة بشكل مباشر مع طهران.
وبناء على ذلك يتابع فريق “نداء بوست” من مصادر محلية في دير الزور عملية التجنيد التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني وافتتح لأجل ذلك مكتب تجنيد في البوكمال.
وبتاريخ 10 نيسان/ إبريل 2022 بدأ مكتب التجنيد في البوكمال استقبال المنتسبين من المدنيين والعسكريين الذين اشترط فيهم أن يكونوا من أتباع المذهب الشيعي ولو كان تشيعهم حديثاً، وأشرف القيادي في الحرس الثوري الإيراني جواد محمد غلام دياني المعروف بالحاج آباد -وهو إيراني الجنسية- بنفسه على افتتاح مكتب التجنيد الواقع منتصف مدينة البوكمال في أحد المباني التي تم الاستيلاء عليها من قِبل الحرس الثوري سابقاً.
وقد أفادت مصادر “نداء بوست” أن 48 شاباً سجلوا في المكتب حتى إعداد هذا التقرير، في حين تهدف الدفعة الأولى إلى تجنيد 200 منتسب بعقود مدتها 3 سنوات، وبراتب شهري قيمته 1000 دولار للمدنيين و1200 دولار للعسكريين (الذين لديهم مشاركات سابقة في المعارك).
المعسكرات والإعداد
وبحسب المصدر فإنه مع اكتمال الدفعة الأولى من المنتسبين سيتم تجميع المسجلين ومنحهم بطاقات أمنية صادرة عن قيادة الحرس الثوري الإيراني ومصدقة من مكتب الأمن القومي، ثم سيتم نقلهم للخضوع إلى دورات تدريبية في إيران، وبإشراف ضباط وقياديين من فيلق القدس، وسيقوم الحرس الثوري الإيراني مع تخريج الدورات بالإشراف على نقل القادة والعناصر إلى اليمن والإشراف على انخراطهم في مهام أمنية وقتالية إلى جانب الحوثيين هناك.
زيارة الحوثيين إلى دير الزور
ووفقاً لمصادر “نداء بوست” فإن عملية التجنيد في المنطقة الشرقية تأتي بعد زيارة قام بها وفد من الحوثيين إلى دير الزور نهاية آذار/ مارس 2022، وقد ضم وفد الحوثيين كلاً من عبد العزيز اليباس وعلي محمد الخدروش ومحمد جحاف بديل وعبد الله ثابت الصبحي وحيدر علي الضالعي.
وقد توجَّه وفد الحوثيين من السيدة زينب في دمشق إلى أحد مقرات حركة النجباء العراقية في حي الصناعة بدير الزور، وقد أشرف على حماية الوفد القيادي العراقي في حركة النجباء يحيى الكرعاوي المعروف بالحاج أبي العباس، وقام الوفد في دير الزور بالاجتماع مع مسؤولين عراقيين وإيرانيين في الحرس الثوري الإيراني، وتم الاتفاق على افتتاح مركز لصالح حركة أنصار الله (الحوثيين) لتجنيد السوريين المعتنقين للمذهب الشيعي من أبناء المحافظات الشرقية، كما تم الاتفاق على تدريب المنتسبين حالياً في إيران، ثم لاحقاً افتتاح معسكرات تدريب للمنتسبين السوريين في محافظة دير الزور يشرف عليها مباشرة قياديون يمنيون من حركة أنصار الله بالتنسيق مع قيادة الحرس الثوري في سورية.
وقد قدم وفد الحوثيين -بحسب مصادر “نداء بوست”- إلى دمشق من مطار الإمام الخميني في طهران مساء 26 آذار/ مارس 2022، وأقام الوفد في فندق السفير في السيدة زينب حيث التقى هناك الحاج حميد صفار هرندي ممثل المرشد الأعلى في سورية، كما أجرى الوفد عدة لقاءات مع قياديين إيرانيين في الحرس الثوري الإيراني في دمشق قبل أن يتوجه في 29 آذار/ مارس 2022 إلى مدينة دير الزور.
جدير بالذكر أن قيادة “الحرس الثوري” الإيراني، أسَّست خلال الفترة الماضية ميليشيا جديدة تابعة لها في ريف حمص الشرقي، تحت مسمى “فجر الإسلام”.