نداء بوست- إدلب- خاص
شهدت منطقة شمال غربي سورية، خلال الساعات القليلة الماضية جدلاً واسعاً بعد نشر مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، أنباء عن وصول جدري القرود إلى محافظة إدلب.
ونشرت صفحة الدكتور مصطفى جيعان المختص بالأمراض الجلدية صوراً قالت إنها لتسجيل أول إصابة بجدري القردة لطفل في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي.
وانتشرت تلك الصور بين رواد مواقع التواصل كانتشار النار في الهشيم، خاصة مع عدم إصدار الجهات الرسمية أي توضيح حول الموضوع.
وللوقوف على حقيقة هذا الموضوع تواصل موقع “نداء بوست” مع الدكتور رفعت فرحات نائب مدير الصحة في إدلب، الذي نفى تلك المزاعم جملةً وتفصيلاً وأكد عدم تسجيل أي إصابة بهذا المرض حتى الآن.
وقال فرحات: “بالنسبة لما يشاع عن وجود إصابات بجدري القرود في إدلب إنها مجرد إشاعة، لا يوجد أي تأكيد أو إصابة بهذا المرض حتى الآن”.
ويوم أمس الأحد، أكدت وزارة الصحة التركية، عدم تسجيل أي إصابة بجدري القردة في جميع أنحاء البلاد، وذلك بعد تفشي هذا الفيروس في مناطق عدة حول العالم.
وقالت الوزارة: إن المديرية العامة للصحة العامة والأمراض المعدية، تتابع التطورات ذات الصلة بالفيروس، من خلال تبادُل المعلومات مع جهات الاتصال الدولية في البلدان الأخرى ومع منظمة الصحة العالمية، والمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وينتمي فيروس جدري القردة إلى عائلة “Orthopoxvirus” ويُعتبر مرضاً حيوانياً ينشأ من الحيوانات البرية كالقوارض وينتقل أحياناً إلى البشر.
وقد ينتقل هذا المريض من الحيوانات إلى البشر عن طريق الاتصال والاستنشاق، وعادة ما يحدّ نفسه ذاتياً، وعادة ما تزول أعراضه فيما بين 14 و21 يوماً، وفقاً لوزارة الصحة التركية.
وخلال الفترة الماضية، أعلنت عدة دول غربية تسجيل إصابات بجدري القرود، منها 23 حالة في إسبانيا و20 في البرتغال، كما تم تسجيل إصابات في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وإسرائيل.
وتم التعرف على جدري القردة لأول مرة في عام 1958 في مستعمرات القردة، ثم مرة أخرى في عام 1970 في البشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ثم بعد ذلك انتشرت موجات تفشي المرض في مناطق وسط وغرب إفريقيا.
وتقول منظمة الصحة العالمية: إن جدري القردة يأخذ مساره بشكل عامّ، ويتعافى من تلقاء نفسه، على مدى أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
ومع ذلك، يمكن أن تحدث حالات خطيرة، حيث يموت حوالَيْ 3 إلى 6 بالمئة من المصابين بهذا المرض، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ويعد خطر الموت أعلى بين الأطفال الصغار، وقد يكون الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 40 إلى 50 عاماً أكثر عرضة للإصابة بجدري القرود؛ لأن التطعيمات ضد الجدري، التي تساعد في حماية الشخص من الإصابة بجدري القردة، توقفت بعد القضاء على هذا المرض، في أوقات مختلفة في عدة بلدان حول العالم.
تجدر الإشارة إلى أن معظم الحالات التي تم اكتشافها حالياً هي لأشخاص شواذّ أو من يسمون أنفسهم “مثليي الجنس”، والذين شجعتهم الدول الغربية خلال السنوات الماضية وسنت بعضها قوانينَ تجرم خطاب الكراهية ضدهم.