نداء بوست- عبدالله العمري- الرقة
وصلت خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية للميليشيات الإيرانية إلى ريف الرقة، قادمة من محافظة دير الزور، وذلك ضِمن سلسلة من التغييرات تشهدها المنطقة.
وأفاد مراسل “نداء بوست” بوصول عدد من العناصر ومعدات عسكرية من حركة النجباء العراقية وحزب الله العراقي -وهي ميليشيات تعمل تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني- إلى منطقة الهورة جنوب بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي.
ووصلت هذه التعزيزات إلى المنطقة على عدة دفعات بشكل مجموعات صغيرة، وتزامن ذلك مع استنفار شهدته حواجز قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، على الطرق الواصلة بين ريفَي المحافظتين خشية من استهداف تلك المجموعات من قِبل خلايا تنظيم “داعش” التي تنتشر في المنطقة.
وتضمنت التعزيزات قادة عسكريين ميدانيين، بعضهم من الجنسية السورية ويعملون في صفوف تلك الميليشيات، بالإضافة إلى سيارات رباعية الدفع مثبتاً عليها رشاشات ثقيلة ومتوسطة.
وفي وقت سابق من شهر أيار/ مايو الماضي، وصل رتل عسكري مكوّن من نحو 150 عنصراً يتبعون ميليشيا “لواء قمر بني هاشم” بقيادة اللبناني مهند صبرة إلى قرية غانم العلي بريف الرقة الجنوبي قادماً من دير الزور أيضاً.
وفور وصول تلك الميليشيات إلى المنطقة بدأت الانتشار في البادية الجنوبية الشرقية للمدينة ونصبت مضادات للطيران بالقرب من محطة المياه بالقرية التي تقع في سفح منطقة جبل البشري الذي يربط بين محافظتَيْ دير الزور والرقة.
وجاء انتشار هذه الميليشيات في المنطقة المذكورة آنذاك بالتزامن مع الحديث عن وجود نية لدى قوات النظام تدعمها الميليشيات الإيرانية ببَدْء حملة تمشيط للبادية بعد تعرُّض نقاطها العسكرية لعدة هجمات من قِبل خلايا التنظيم.
بينما يأتي انتشار ميليشيا حزب الله وحركة النجباء خلال اليومين الماضيين في بلدة المنصورة غرب الرقة حسب ما ذكرت عدة مصادر رغبةً منها في التغلغل أكثر في مناطق شرق الفرات وخصوصاً ريفَي الرقة والحسكة الشمالييْنِ، تمهيداً للاستفادة من أي اتفاق بين “قسد” والنظام بوساطة روسية كما يُشاع لقطع الطريق أمام العملية العسكرية التركية.
وكما هو معلوم فإن الميليشيات الإيرانية باتت تسعى لموطئ قدم لها في مناطق شرق الفرات من خلال الانتشار في المواقع التي انسحبت منها القوات الروسية مؤخراً والتستر بمعسكرات وأعلام النظام السوري.