نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
بعد توقف منظمات المجتمع المدني عن دعم الأسر الفقيرة وانتشار الفقر والبطالة وزيادة الأوضاع المعيشية والاقتصادية سوءاً فضلاً عن فقدان الكثير من العائلات معيلها ، لم يعد مستغرباً أن ترى طفلاً هنا يعمل في بيع المحروقات وطفلاً هناك دون 12 من عمره يعمل في الورشات الزراعية وورشات الميكانيك والبناء ولم يعد مستهجناً أن تمتلئ شوارع درعا ومحالها أطفالاً يعملون لتأمين لقمة عيش عائلاتهم ومغيبين عن مقاعد دراستهم.
لقد أصبح المشهد مألوفاً بل بات الكثير من أصحاب المهن يفضلون تشغيل الأطفال لقبولهم مبالغ زهيدة مقابل عملهم إما استغلالاً لحاجتهم للعمل من قبل أرباب العمل أو كما يرجعه البعض من أصحاب العمل لنسبة الأطفال المحتاجين للعمل والتي أصبحت كبيرة جداً.
منير في 12 من عمره ترك مدرسته منذ ثلاثة أعوام بعد مقتل والده في قصف لقوات النظام على بلدته تاركاً وراءه 6 أطفال أكبرهم منير الذي أجبر على ترك تعليمه متجهاً للعمل في ورشة زراعية مع عمه كي يؤمن مستلزمات عائلته التي أصبح هو معيلها.
علاء يبلغ من العمر 10 سنوات اعتقل حاجز للنظام والده منذ سنتين ولم يعد له ولوالدته وشقيقه الأصغر معيل يؤمن لهم ضرورات الحياة الأمر الذي جعله يترك مدرسته مكرهاً ويعمل في ورشة لتصليح السيارات لتأمين لقمة عيش عائلته آملاً أن يفرج النظام عن والده كي يتمكن من العودة لمدرسته مستقبلاً.
أبو عماد 40 عاماً فقد ساقه بعد قصف لطائرات النظام طال منزله الواقع في إحدى قرى ريف درعا الغربي قال لـ "نداء بوست" إنه لم يعد قادراً على تأمين مستلزمات عائلته خصوصاً مع ارتفاع الأسعار وتزايد التكاليف لذلك اضطر تحت ضغط الفقر إلى إخراج طفليه من صفوف الدراسة وتشغيلهم كي يوفروا مورداً مالياً للعائلة.
أسر كثيرة فقدت معيلها وأصبح الأطفال فيها هم "المعيل" رغم صغر سنهم دفعتهم الحرب إلى ترك حقهم في الطفولة والتعليم ليصبح جل حلمهم إيجاد فرصة عمل لسد القليل من حاجيات عائلاتهم خصوصاً مع ازدياد الوضع المعيشي انهياراً في درعا وعموم سورية.