نداء بوست -حوارات سياسية – أسامة آغي
استطلع موقع نداء بوست آراء شخصيات عديدة على علاقة بمسائل الشرع الإسلامي علمياً أو أكاديمياً، حول إلغاء منصب مفتي الجمهورية والذي صدر بمرسوم من رئيس النظام في دمشق
من هذه الشخصيات، الشيخ عمار طاووز والذي يشغل عضوية هيئة الشورى لرابطة العلماء السوريين، والرابطة هي هيئة إسلامية دعوية.
وقال الشيخ عمار طاووز إن الهدف ليس عزل أحمد حسون فقط من منصبه مع مفتيين المحافظات، بل لأجل أن يقضي على هذا المنصب ويقطع الشارع عن مرجعيته، بعد أن شوّه هذا المنصب من خلال من استلمه لقرابة عشرين سنة حسون".
كما أضاف أنه "تم وضع خيوط كل المؤسسة الدينيةو بيد الوزير الذي يعزز سياسة حكومته الاستبدادية وسيطرت على النشاط الديني بشكل محكم ونهائي دون أي هامش أو استقلالية، علماً أن منصب المفتي العام هو منصب ديني بينما الوزير منصبه سياسي، وهذا يتنافي مع علمانية الدولة التي يتنادى بها بعض أزلام النظام".
وأشار إلى أن "تعزيز " المجلس العلمي الفقهي" استفزاز للشارع السوري وضرب مرجعيته وتغيير لهويته وانتمائه حيث لا يتناسب مع مسماه لأنه يضم من كل الأطياف والفرق والأديان".
وتابع: "الطوائف الأخرى والأديان لم يصدر مرسوم بإلغاء مرجعيتها من المطارنة ومجلس العقل والمجلس الملي العلوي وأمثال ذلك، فهم يشتركون في "الجهة المرجعية للشارع السوريّ" مع وجود مرجعياتهم الخاصة بهم وفي ذلك".
من جانبه، الأستاذ مصطفى البطران وهو يشغل منصب مدير ثانوية في غازي عنتاب، وكذلك يعمل في قسم التربية والتعليم في جمعية بلبل زادة الشهيرة في تركيا، قال في جواب عن سؤال لـ"نداء بوست" حول إلغاء منصب مفتي الجمهورية، والذي صدر بمرسوم عن رئيس النظام أن "النظام السوري هو نظام لا ديني، ومدعوم ومضغوط من إيران وبالتالي وراء إلغاء منصب أمور كثيرة وخطيرة يجب الانتباه إليها".
وأضاف البطران أنه "بالتالي فإن الأمور قد صارت بيد حاكم مستبد، يأتمر بأوامر ملالي طهران، ويشرع بأحكامهم، وبشريعتهم، ولكن لا ندري ما الذي سيصل إليه هذا القرار ولكنه كما يبدو قرار لصالح الديانات الأخرى على حساب الدين الاسلامي السني، الذي يفرض نفسه جماهيرياً، وواقعيا ودوليا، ولكن هذا النظام المستبد يظن نفسه الكل في الكل، فيشرع كما يريد وفق مذهبه".
في السياق ذاته، رأى الدكتور أحمد ادريس الطعان أستاذ الشريعة الاسلامية ومدرسها في جامعة حلب الحرة، أن "هي فرصة وجدها النظام وصبيه وزير الأوقاف للانتقام من المفتي لأنه قام بعملية نفاق فاقع اللون فاضح الشكل والمضمون، وتم استغلال هذا الموقف لاصطياد عدة عصافير بحجر".
كما أضاف في حديث لـ"نداء بوست" أن "الهدف هو التخلص من فضائح أحمد حسون ودوره كمفتي لأن دوره انتهى ومهمته أُنجزت و التخلص من منصب الإفتاء وهو منصب ديني من وجهة النظر الإسلامية مهم جداً في الحقيقة والمستبدون يرونه مهما أيضاً لأنه يقدم لهم خدمات كبرى وقد رأينا قبل سنوات بعد موت كفتاروا كيف بقي منصب المفتي شاغرا لأكثر من تسعة أشهر حتى تجد مخابرات النظام الشخص المناسب لهذا المكان".
ومضى بالقول: "بالتالي فتح الباب لإدخال جهات طائفية مختلفة شيعية ودرزية وعلوية وإسماعيلية في ما سمي المجلس الفقهي الذي تأسس كبديل لمنصب المفتي وسيكون بهذه التشكيلة المتعددة سهل التطويع والتطبيع مع كل ما يريده المستبد".
وأوضح أنه "سيكون لإيران في هذا المجلس النصيب الأكبر من النفوذ لأن الأمر مرتبط دائماً بالنفود السياسي والعسكري وموازين القوى التي تتحطم بمصير البلاد وسيكون دور المجلس الفقهي هو التبرير وإضفاء المرجعية بشكل دائم".
يشار إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أصدر مرسوماً نص على تعيين المجلس الفقهي و إلغاء منصب المفتي في سورية.