نداء بوست- أخبار سورية- عمّان
انتقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، كما أعرب في الوقت نفسه عن أمله بإقامة علاقات “طيبة” معها.
جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة “الرأي” الأردنية، نشرتها الأحد، تحدث فيها الملك عبد الله عن أبرز القضايا المحلية، والملفات الإقليمية في مقدمتها القضية الفلسطينية والسورية ومؤتمر جدة والملف الإيراني.
واعتبر الملك عبد الله أن “هناك تَبِعات كثيرة وكارثية للأزمة السورية، وحلها يكون بالتوصل لحل سياسي شامل يعالج كل تَبِعاتها، يُنهي معاناة الشعب السوري الشقيق، ويوفر ظروف العودة الطوعية للاجئين، ويعيد لسورية الأمن والاستقرار، هذا ما عملنا من أجله، وهذا ما سنبقى نعمل من أجله”.
وأضاف: “عمليات تهريب المخدرات والسلاح تستهدفنا كما تستهدف الأشقاء، فالتهريب يصل إلى دول شقيقة وأوروبية، وننسق مع الأشقاء في مواجهة هذا الخطر وندرك جميعاً أن مواجهته مصلحة للجميع”.
وأردف: “بذلنا جهوداً كبيرة على مدى السنوات الماضية لتهدئة الأوضاع، لكن التحدِّيات ما تزال موجودة، وسنستمر في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لمواجهتها وحماية أمننا ومصالحنا”.
وعن تصريحاته بخصوص الحاجة إلى تشكيل “ناتو عربي” والجدل الذي أثارته، قال ملك الأردن إنه تابع هذا الموضوع واطلع على التحليلات التي وردت حول تصريحاته، “التي كانت رداً على سؤال مدى ملاءمة فكرة مثل هذا التحالف للمنطقة العربية”، حسب قوله.
وشدد على أن “الأردن معنيّ بتعزيز العمل العربي المشترك وتفعيله، خدمة لقضايانا ولمصالحنا، فالأردن لم يكن يوماً -ولن يكون أبداً- إلا مع حلف أمته العربية ومصالحها وقضاياها”.
وفيما إذا كانت هناك خطوات فعلية لتشكيل الحلف، أشار إلى أنه يتحدث عن الحاجة إلى منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي، مضيفاً: “هذا يتطلب تشاوُراً وتنسيقاً وعملاً طويلاً مع الأشقاء، بحيث تكون المنطلقات والأهداف واضحة”.
كما شدد على أن هذا الطرح “جزء أساسي من المبادئ التي قامت عليها جامعة الدول العربية، ومع ذلك فإن موضوع الحلف لا يتم بحثه حالياً”.
ويؤكد العاهل الأردني أن مصادر التهديد التي تواجه العالم العربي، هي مشتركة، وتتطلب تعاوُناً عربياً يستجيب لها، خصوصاً مخاطر الإرهاب المتجددة، وشبكات التهريب المنظمة للمخدرات والأسلحة.
وفي تعليقه على ربط فكرة الحلف بمواجهة إيران، اعتبر الملك عبد الله أن المنطقة ليست بحاجة لمزيد من الأزمات والصراعات، بل إلى التعاون والتنسيق. وقال: “دوماً، الأردن ينادي بمدّ جسور التعاون بدلاً من بناء الأسوار والحواجز، وهو معنيّ بأمن المنطقة، فأمن الأشقاء العرب هو جزء من أمننا”.
وتابع: “نحن لا نريد توتُّراً في المنطقة، والأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران مبنية على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، ونرى أن الحوار هو السبيل لحل الخلافات”.
كما أشار إلى أن التدخلات الإيرانية تطال دولاً عربية، واليوم يواجه الأردن هجمات على حدوده بصورة منتظمة من ميليشيات لها علاقة بإيران، مضيفاً: “لذا نأمل أن نرى تغيُّراً في سلوك إيران، ولا بُدّ أن يتحقق ذلك على أرض الواقع لأن في ذلك مصلحة للجميع في المنطقة، بما في ذلك إيران والشعب الإيراني”.