نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
أفاد مُراسل "نداء بوست" في حمص بأن أهالي المحافظة بشكل عامّ يعيشون واقعاً متردياً تحت وطأة الظلام الحالك في المدينة منذ مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، حيث بلغت نسبة التقنين الكهربائي في مُعظم أحياء وقرى المدينة أكثر من عشرين ساعة فصل مقابل أربع ساعات وصل.
ولفت مُراسلنا إلى أن قانون التقنين المُعلَن عنه من قِبل شركة كهرباء حمص التي يترأسها المهندس "صالح عمران" تنصّ على أن يتم تغذية الأحياء بالتناوب بمعدل خمس ساعات فصل، مقابل ساعة وصل واحدة، الأمر الذي أثار حالة من السخط لدى المدنيين القابعين ضِمن مناطق سيطرة النظام باعتبار أن المدة الإجمالية للتيار الكهربائي لا تتجاوز أربع ساعات خلال اليوم الواحد.
وعلى الرغم من تقبُّل البعض لحالة التقنين الجديدة التي تذرّعت شركة الكهرباء بأن سببها حلول فصل الشتاء، وهو الذي أَثّر على تراجُع كمية الإمداد بهذا الشكل، إلا أن ساعة الوصل يتخللها انقطاع التيار الكهربائي لعدّة مرات بسبب الأعطال الحاصلة ضِمن المحوِّلات الكهربائية، وانقطاع الأسلاك الواصلة بين الأعمدة في الأحياء السكنية نتيجة الحمل الزائد.
المهندس الكهربائي "أحمد.ح" قال في حديثه لـ "نداء بوست" بأن الأعذار التي تطلقها مديرية الكهرباء واهية، وعارية من المصداقية، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي بزيادة ساعات التقنين هو تراجع كمية النفط الخام الموردة من مناطق الشمال السوري من جهة، وتقليص كمية الغاز من حقول ريف حمص الشرقي إلى محطات توليد الكهرباء في كل من محافظتَيْ حمص، وحماة من جهة أخرى.
ولم يَستثنِ المُهندس خلال حديثه الحالة الفنية المُتردِّية لمحوِّلات الكهرباء، وسوء مصدرها في إشارة منه للنوع المستورَد من قِبل لجان المُشتريات ضِمن مديرية الكهرباء، والتي لا تتناسب مع الواقع الخدمي من حيث استيعاب الحمولات الكهربائية للأحياء السكنية.
من جهته قال مُراسل "نداء بوست": إن الأحياء التي شهدت حَراكاً ثورياً من قِبل قاطنيها، والتي ناهضت نظام الأسد كما هو الحال بالنسبة لأحياء (الخالدية، والقرابيص، وجورة الشياح، والصفصافة، ودير بعلبة، والبياضة) تم العمل على حرمانها من مخصَّصات الكهرباء بشكل واضح خلال الشهر الجاري، حيث تمّ وضع محولاتها على الخط الترددي الذي يعمل بنظام الفصل، بمعدل وصل عشر دقائق مقابل فصل خمس دقائق خلال فترة التقنين المتعارَف عليها.
ونقل مُراسلنا عن مصادر أهلية اعتبارهم أن هذه الخطة تنمّ عن مدى الحقد الكائن على أبناء الأحياء التي ناصرت الثورة السورية من قِبل النظام ومؤسساته الحكومية، وتُظهر إقدامَهم على الكَيْل بمكيالين بين أبناء المحافظة الواحدة.
وتجدر الإشارة إلى أن مُدير عامّ شبكة كهرباء حمص أعلن في وقت سابق أن انخفاض مخصَّصات محافظة حمص التي تراوحت ما بين 140-160 واطاً بشكل يومي لا يمكن توزيعها على الشبكة الأرضية حالياً إلا بما هي عليه الآن، الأمر الذي يُنذر بانقطاع التيار الكهربائي بشكل أكبر خلال المرحلة القادمة التي تتزامن مع حلول فصل الشتاء.