طه عودة أوغلو لـ "نداء بوست": اجتماع موسكو الرباعي وصل إلى طريق مسدود

طه عودة أوغلو لـ "نداء بوست": اجتماع موسكو الرباعي وصل إلى طريق مسدود

نداء بوست-تقارير وتحقيقات-أحمد عكلة

كشف الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية طه عودة أوغلو أن المشاورات في اجتماع موسكو الرباعي بين نظام الأسد وتركيا وروسيا وإيران لم ترقَ للمستوى المطلوب، ووصلت لطريق مسدود بسبب تعنت الأطراف.

وقال عودة أوغلو في حديث لموقع "نداء بوست": إنه "كما كان متوقعاً حصل فعلاً، لا جديد نتج عن اجتماع موسكو الرباعي واجتماع نواب وزراء الخارجية لكل من روسيا، وتركيا، وإيران، والنظام السوري وهذه النتائج والمخرجات لم تضع خطوات التطبيع بين أنقرة ودمشق".

ولفت الباحث التركي إلى أن "الاجتماع لم يسر بالخطة التي كانت متوقعة خلال الأشهر الماضية، بالرغم من الجهود التي بذلتها موسكو لإعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية ما بين الدولتين، كما أن المحادثات كانت أبعد من أن ترقى إلى مستوى التشاور".

وأشار أوغلو إلى أن "كل طرف انبرى إلى تكرار طرح المطالب التي سبق وأن رفضها الطرف الآخر، وعلى رأسها مطلب النظام السوري بالانسحاب التركي الكامل من جميع الأرضي السورية، كما لاحظنا أنه في نهاية المطاف تم الاتفاق على عنوان، وهذا العنوان كان قد تكرر سابقاً وهو استمرار مشاورات  بخصوص سورية ما يعني إحالة محاولة التطبيع إلى أجل غير مسمى".

وحول أسباب فشل الاجتماع أكد أوغلو أنه "لاحظنا أن مؤشر نجاح الاجتماع لم تكن حاضرة حتى في اللهجة الروسية، أيضاً لاحظنا أن البيان الصادر عن الدبلوماسية الروسية اكتفى بإشارة أن الحاضرين ناقشوا استعدادات عقد اجتماع رباعي جديد مع استكمال الاتصالات".

ولفت في حديثه "لا توجد نتائج ملموسة واقعية عن هذا الاجتماع أيضاً هناك نقطة مهمة، وقد لفتت انتباهي وخصوصاً هي الاستحقاق الانتخابي في تركيا و النظام السوري يحاول استغلال حاجة الرئيس التركي أردوغان للتطبيع حتى يرضي الداخل التركي، وخاصة ما يتعلق بملف بإعادة اللاجئين السوريين لاحظنا أنه يحاول الحصول على أكبر قدر من التنازلات التركية لصالحه".

ونوه الباحث التركي بالقول إنه اتضح أن المشاورات  الرباعية الجديدة لم تتمكن من تحقيق الاختراق المشهود في مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، ويبدو أنها لم تجد طريقاً للحل على المدى القريب، بمعنى كل الأطراف تركيا والنظام السوري وحتى إيران وروسيا ويحاولون كسب الوقت ويدركون أنه ما زال يوجد المزيد من الوقت في تحقيق نتائج إيجابية".

وختم حديثه "ما يهم تركيا بالدرجة الأولى حالياً هو تجاوز مرحلة الانتخابات بسلام وسحب ورقة الضغط من يد المعارضة".

https://nedaa-post.com/?p=69303

بدوره، أكد المستشار في الخارجية الروسية رامي الشاعر أن ما صرح به رئيس الوفد السوري الدكتور أيمن سوسان، نائب وزير الخارجية والمغتربين، أمام الاجتماع الرباعي لنواب وزراء الخارجية لروسيا وسورية وإيران وتركيا يندرج تحت بند الشروط المسبقة للتسوية، وتلك الشروط مرفوضة من حيث المبدأ بالنسبة لجميع الأطراف.

وأضاف في حديث لموقع "نداء بوست"، "قد تم حسم هذه القضية بالنسبة لجميع المشاركين في مبادرة تسوية العلاقات الثنائية بين سورية وتركيا، على أن تناقش القضايا كافة خلال الاجتماعات وعلى كافة المستويات".

ولفت في حديثه "ليس صحيحاً أن تركيا أعلنت عن أي موقف بخصوص أي شروط سورية، بل على العكس من ذلك، تعاملت وتتعامل تركيا مع المبادرة ومع قضية تسوية العلاقات مع سورية وإعادتها لعلاقات جوار عادية بمسؤولية رفيعة للغاية، وهي تتفهم كل المناورات الإعلامية وغيرها التي تصدر من طرف النظام في دمشق، ولا يؤثر ذلك على المسار الرئيسي لمبادرة التسوية أو على موقفها المبدئي نهائياً".

وأشار إلى أن تسوية العلاقات السورية التركية ستتم في نهاية المطاف، ولقاء الوزراء سوف يعقد قريباً، وبعدها اللقاء على مستوى الرئيسين التركي والسوري. وأوضح المحلل والسياسي الروسي أن أهم ما في الأمر هو حضور نواب وزراء الخارجية، لا سيما بعد لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد في موسكو، حيث أوضحت موسكو موقفها الحازم بخصوص التسوية التركية السورية، والدور الهام الذي تلعبه تركيا في التسوية الداخلية السورية بمشاركة جميع السوريين".

وأشار الشاعر أنه "كذلك فقد أعلنت موسكو عن رفضها مجرد المراهنة أو التفكير في أن بعض الدول العربية السنية يمكن أن تدعم مواجهة النظام في دمشق ضد تركيا، وضد أردوغان تحديداً، أو المساهمة في التأثير على الوضع الداخلي التركي عشية الانتخابات الرئاسية التركية".

وقال الشاعر: إن خطاب الدكتور أيمن سوسان، الذي يشترط فيه "إعلانا تركيا رسمياً وبشكل لا لبس فيه" بسحب القوات من الأراضي السورية كافة، كـ "مدخل لإعادة التواصل بين الجانبين"، ليس سوى مادة إعلامية تستهدف الاستهلاك المحلي فقط، ولم تؤثر على سير اللقاء الرباعي تحضير للقاء الوزراء.

وأكد أن "دول مجموعة أستانا لن تسمح بحدوث أي خلل في نظام التهدئة ووقف إطلاق النار الساري على جميع الأراضي السورية، وما يطلبه سوسان في خطابه يعني ببساطة العودة إلى الحرب الأهلية في الشمال السوري، بما في ذلك على مستوى الصدام مع الأكراد، وسيصبح حينها الشمال السوري بمثابة الشرارة التي ستفجر الأوضاع وتعود بها إلى مربع الصفر أيضاً في الجنوب السوري وغيره من المناطق السورية، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على سورية وشعبها، وكذلك على المنطقة بأسرها".

https://nedaa-post.com/?p=69357

ونوه أنه "إضافة إلى ذلك، فإن دول مجموعة أستانا وكذلك الدول العربية لن تسمح باستمرار الأوضاع الإنسانية في سورية على ما هي عليه الآن، فيما يعاني ملايين المواطنين السوريين من وضع مأساوي، لا يجوز أن يستمر، ولا يجوز أن تظل تلك الملايين رهينة لإرادة ورغبات فئة معينة تسعى جاهدة لعرقلة انتقال سورية إلى وضع آخر، ينهي التدهور اليومي المستمر للمستوى المعيشي لغالبية الشعب السوري".

من الجدير بالذكر أن عدم صدور بيان مشترك عن اللقاء هو أمر عادي، حيث إنه اجتماع لنواب الوزراء وليس من مهامهم اتخاذ قرارات أو تحديد مواقف، وإنما فقط التحضير للقاء الوزراء ونقل الرغبات وتبادل وجهات النظر التي سوف يناقشها الوزراء بحسب "الشاعر".

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية،  الثلاثاء، أن نواب خارجية روسيا وإيران وتركيا ونظام الأسد اتفقوا خلال الاجتماع الرباعي في موسكو على "استمرار الاتصالات والمشاورات فيما بينهما كما تم تناولت مسائل الإعداد للقاء بين وزراء خارجية الأطراف الحاضرة اجتماع موسكو.

وشارك في الاجتماع  كل من "أيمن سوسان" نائب وزير الخارجية ممثلاً عن النظام السوري، وبوراك أق تشابار ممثلاً عن تركيا، إضافة إلى ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط والدول الإفريقية ممثلاً لروسيا، وعلي أصغر حاجي مستشار الشؤون السياسية لوزير الخارجية ممثلاً عن إيران.

إيران

في فترة عصيبة على المواقع الإيرانية في سورية بعد سلسلة ضربات متتالية فما أن تهدأ سماء المطارات السورية  فتعاود الغارات الإسرائيلية استهداف معاقل الميليشيات الإيرانية موقعاً أو موكباً متحركاً ثم يشيع الحرس الثوري قيادته مهدداً برد فوري في حال تم استهداف القواعد العسكرية التي تم إنشاؤها بأمر من حكومة الأسد.

روسيا

روسيا التي استدعت كل الأطراف للجلوس في موسكو تاركة وراءها فوضى الحرب في العاصمة الغربية المتأرجح مصيرها وخرجت بخسائر كبيرة جعلتها تبحث عن البدائل والفرص في المشهد السياسي الدولي لتداوي جراحها من أوكرانيا, لم تترك موسكو فرصة لتجعل مسار الحرب السورية في قبضتها وتبقى صاحبة القرار بعد دخولها الصراع كامل أبوابه مغيرة موازين القوى على الأرض بفضل الأسلحة التي تم اختبارها في سورية وتحويلها إلى أوكرانيا ,تجلس برفقة تركيا وإيران وممثل نظام الأسد لبحث مخرج للأزمة السورية بما يخدم مصالحها التي بقيت على عهدها.

https://nedaa-post.com/?p=69375

تركيا

انعطافات سياسية في كواليس الانتخابات الرئاسية المقبلة تنعكس على رؤيتها للقضايا الإقليمية التي كانت جزءاً منها منذ اندلاع الثورة السورية تغييرات شهدتها البلاد قبيل الانتخابات تختلط الأوراق لكن دون تنازلات عن مصالحها في سورية تبقى حريصة على أمنها القومي من التنظيمات الإرهابية في شمال شرق سورية وتبقى ورقة اللاجئين السوريين على جدول أعمال المسؤولين الأتراك لنقاشها أمام روسيا وإيران ونظام الأسد الذي يشترط خروج القوات التركية ليقبل بالحوار الكامل مع بقية الأطراف هذه عقدة المشاورات التي وصفت بأنها محكومة بالفشل في ظل عراقيل واضحة من جميع المعنيين بالاجتماع الرباعي الذي لم يعرف ماذا سيقدم لمسار الحل في سورية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد