نداء بوست – عبدالله العمري – دير الزور
لقي شاب من أبناء إحدى البلدات بريف دير الزور حتفه نتيجة إطلاق نار من قِبل عناصر “قسد” أثناء قيامهم بحملة مداهمات استهدفت المعابر النهرية في تلك البلدة فجر اليوم.
وبحسب ما ذكر مراسل “نداء بوست” في دير الزور فإن الشاب “حمد المهيدي الفرج” قُتل نتيجة اشتباكات وقعت فجر اليوم بين دورية عسكرية لقسد وبين مجموعة من مهربي المحروقات أثناء مداهمتها للمعبر النهري في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي.
وذكرت مصادر محلية من البلدة أن الشاب أُصيب بطلقة نارية طائشة أثناء خروجه من منزله في حي الموح ببلدة أبو حمام لاستكشاف أسباب إطلاق النار.
كما أدت الاشتباكات بين “قسد” ومهربي المحروقات إلى مقتل عنصرين من عناصر “قسد” وإصابة أربعة آخرين بجروح متوسطة نُقلوا على إثرها إلى المشافي القريبة.
وتشهد البلدة منذ ساعات الصباح حالةً من التوتر خصوصاً بعد قيام ذوي الشاب المقتول بالهجوم على إحدى دوريات الأمن العامّ التابعة لقسد وطرد عناصرها وإحراق عربة عسكرية من نوع “بيك أب”.
من جهتها قامت “قسد” بجلب المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محيط البلدة خوفاً من تصاعُد الأوضاع الأمنية أو قيام أهالي الشاب وأقربائه بهجوم آخر مماثل على إحدى نقاطها العسكرية.
وكما هو معلوم فإن “قسد” تحظر على الأهالي في مناطق سيطرتها شرق الفرات نقل الموادّ الغذائية أو الطحين والمحروقات إلى مناطق النظام السوري بحجة أنها تعتبرها عملية تهريب وتؤدي إلى حدوث أزمة وغلاء في أسعار المواد، حيث إنها تقوم بشكل دوري باستهداف تلك المعابر بحملات أمنية للحدّ من تلك العمليات.
وسبق أن قامت دوريات تابعة لقسد في التاسع من شهر آذار/ مارس الماضي بمداهمة المعبر النهري في بلدة “محيميدة” بريف دير الزور الغربي، وصادرت كمية من براميل المازوت والمواشي بحجة أنها كانت مُعَدّة للتهريب إلى مناطق سيطرة النظام على الجانب الآخر.
بالإضافة لقيام دورية أخرى تابعة لها وبنفس اليوم بمداهمة بلدة “الصبحة” بريف دير الزور الشرقي ومحاولتها مصادرة كمية من الطحين لذات الأسباب، قبل أن تشتبك مع الأهالي الذين رفضوا تسليمها المواد.
كما قامت دورية أخرى بمداهمة معبر “الباغوز النهري” أقصى شرق دير الزور والذي يطلق عليه اسم معبر “نزل الدندل” واشتبكت مع عدد من الأشخاص الذين يعملون بتهريب المواد الغذائية ونجح هؤلاء بالإفلات من الدورية.
وفي الحادي عشر من شهر شباط/ فبراير الماضي قامت “قسد” بمداهمة معبر “زغير جزيرة” واشتبكت مع عدد من الأشخاص الذين كانوا على المعبر وصادرت كميات كبيرة من المحروقات وأدت الاشتباكات حينها إلى مقتل الشابين فيصل الجراح وشقيقه نصر الجراح وسقوط عدد من الجرحى وسادت المنطقة حالة من التوتر والاحتقان بعد مقتل الشابين على يد قوات “قسد”.
وفي التاسع من الشهر ذاته داهمت دورية تابعة لـ”قسد” منزل حسون الجميل في بلدة البصيرة وهو أحد وُجهاء عشيرة “البكير” في ريف دير الزور الشرقي بهدف اعتقال ابنه غسان البالغ من العمر 15 عاماً وذلك بتهمة العمل في تهريب المواد الغذائية والمحروقات عبر المعابر النهرية وأسفرت المداهمة حينها عن مقتل الشاب اليافع غسان وإصابة والده بعدة جروح بعد أن استقدمت “قسد” تعزيزات عسكرية رافقها تحليق لطيران التحالف المروحي.
وترتبط مناطق سيطرة “قسد” بريف دير الزور مع مناطق سيطرة قوات النظام السوري بعشرات المعابر النهرية والتي تُعتبر مصدر رزق لآلاف العوائل التي امتهن أبناؤها مهنة نقل المواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرة النظام بالرغم من المخاطر التي تحفّها.