تزايدت الضغوط الغربية على المملكة العربية السعودية والإمارات، لإنهاء الحرب في اليمن، تمثل آخرها بدعوة البرلمان الأوروبي اليوم الخميس إلى فرض حظر على مبيعات الأسلحة لكل من الرياض وأبو ظبي، وإحالة ملف اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وصادق البرلمان على مشروع قرار، طالب بتقديم "مرتكبي جرائم الحرب" في اليمن للمساءلة، ورحب بقرار الولايات المتحدة القاضي بوقف بيع السلاح إلى السعودية، ووقف صفقة مقاتلات "F-35" مع الإمارات.
وذكر البرلمان أنه دعا في وقت سابق إلى حظر بيع الأسلحة لدول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، مضيفاً أن ألمانيا وفرنسا حظرتا بيع السلاح للسعودية والإمارات، في حين تخطط بعض دول الاتحاد لأخذ الخطوة ذاتها، في الوقت الذي لا تزال فيه بعض الدول تواصل تصدير السلاح للبلدين في "انتهاك" للموقف المشترك.
وفي الرابع من شهر شباط/ فبراير الجاري قال الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إن الحرب في اليمن "يجب أن تتوقف"، مضيفاً أنه وجه بفرض هدنة هناك، وإنهاء دور الولايات المتحدة في العمليات الهجومية في اليمن، وإيقاف صفقات السلاح المتعلقة بذلك.
ورحبت السعودية على لسان وزير دفاعها "خالد بن سلمان" بدعوة "بايدن"، حيث قال في تغريدة عبر تويتر "تؤكد المملكة استمرار دعمها للجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن وفق المرجعيات الثلاث ودعمها للشرعية اليمنية سياسياً وعسكرياً في مواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من ايران في كل الجبهات وبكل حزم".
وبدأت حرب اليمن عام 2015، حيث أطلقت السعودية والإمارات وعدة دول حليفة لهما حملة عسكرية، بهدف إخراج جماعة "الحوثي" المرتبطة بإيران من العاصمة صنعاء.
وحظيت الحملة العسكرية المذكورة بدعم من الإدارتين الأمريكيتين السابقيتين، برئاسة كل من "باراك أوباما" و "دونالد ترامب"، وعملت الأولى على تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي لقوات التحالف الدولي.
وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق "مايك بومبيو" قد صرح في الأيام الأخيرة التي سبقت انتهاء ولاية "ترامب"، بأن الولايات المتحدة تعتزم تصنيف جماعة "الحوثي" منظمة إرهابية، وهو ما اعتبره مشروعون أمريكيون من الحزب الديمقراطي، خطوة قد "تقوض أعمال الإغاثة الإنسانية، والجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي في اليمن".
وعلى الرغم من أن "ترامب" اتخذ قراراً بتصنيف "الحوثي" كـ"جماعة إرهابية"، إلا أن إدارة "بادين" بدأت مطلع الشهر الجاري بإجراءات إلغاء القرار.
وعلّق متحدث باسم الخارجية الأمريكية على الخطوة بالقول "بعد مراجعة شاملة بوسعنا أن نؤكد أن وزير الخارجية يعتزم إلغاء تصنيف أنصار الله على أنها منظمة إرهابية أجنبية، وعلى أنها منظمة إرهابية عالمية".
وتابع "تحركنا يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي اتخذته الإدارة السابقة في اللحظة الأخيرة، والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين أنه سيعجل بأسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وفي الوقت الذي تثار فيه تساؤلات عمّا إذا كانت خطوات الرئيس الأمريكي"جو بايدن" ستساهم في إنهاء حرب اليمن، يرى محللون يمنيون أن قرارات "بايدن" لن يكون لها التأثير الكبير على مسار الحرب أو مدى قوتها باليمن، حيث أكدوا أن "أطراف النزاع ما زالت تتجاذب مسألة السلام بشيء من التعقيد".