نداء بوست- أخبار سورية- أنقرة
أكدت صحيفة “صباح” التركية، أن أنقرة أبلغت النظام السوري خلال الاجتماعات الاستخباراتية الأخيرة، بشروطها الخاصة بمطالبه المتعلقة بانسحاب الجنود الأتراك من سورية.
وخلال الاجتماع الأخير بين الاستخبارات التركية والنظام السوري، تقول الصحيفة: ”تمت مناقشة القضايا ذات الأولوية للطرفين وهوامش المرونة والمواضيع الرئيسية لخريطة الطريق التي يجب اتباعها من الآن فصاعداً.
وأضافت: ”بمعنًى ما، تجري محاولة إنشاء البِنْية التحتية لخارطة الطريق من أجل العودة الآمنة للسوريين”، مؤكدة أن هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت للحصول على نتيجة ملموسة من هذه المحادثات.
وعرض الجانب التركي على النظام السوري قضايا ضمان العودة الآمنة لجميع اللاجئين، وإعادة عقاراتهم وممتلكاتهم، وتهيئة ظروف العمل والتوظيف، وضمان عدم إصدار أحكام عقابية ضدهم.
كذلك شدد المسؤولون الأتراك خلال المحادثات على ضرورة إعادة جميع ممتلكات اللاجئين، وخاصة منازلهم، من أجل العودة إلى بلدانهم، وتمت الإشارة إلى أن ”أولئك الذين ليس لديهم منزل وأرض ومال وعمل لا يعودون”.
ولهذا السبب، تقول الصحيفة إن بعض القوانين التي سنها النظام السوري بحاجة إلى إعادة نظر، وبشكل خاص القانون رقم 10 الذي أصدره في عام 2018، وينصّ على أن “جميع ممتلكات الذين لا يعودون إلى بلادهم خلال شهر من تاريخ نفاذ القانون سوف يتم مصادرتها”.
وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأتراك أبلغوا النظام بضرورة إلغاء هذا القانون أو تمديده لتمهيد الطريق للعودة، وبقاء الأصول مع أصحابها.
وعن ردّ المسؤولين الأتراك على مطالب النظام السوري بانسحاب القوات التركية من سورية، قالت الصحيفة: إن الجانب التركي شدد خلال الاجتماع على أن أنقرة تلتزم بوحدة أراضي سورية، وترفض الشرط المسبق الذي يطالب بانسحاب جنودها، إلا أن الوفد التركي أكد في الوقت ذاته أنه يمكن تقييم هذا الموضوع لاحقاً بشرط استكمال العملية الدستورية وإجراء انتخابات حرة وتجديد اتفاقية أضنة لمكافحة الإرهاب.
في سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أنه لم يتم التوصل لاتفاق بخصوص عقد اجتماع على المستوى الوزاري أو الرئاسي بين الجانبين في أي وقت قريب.
ويوم الخميس الماضي، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر في النظام السوري قوله: إن رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان، ورئيس مكتب الأمن الوطني لدى النظام علي مملوك، عقدا خلال الفترة الماضية عدة اجتماعات في دمشق.
وبحسب المصدر فإن آخِر زيارة لرئيس جهاز المخابرات التركية إلى دمشق كانت نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي، واستمرت ليومين، مضيفاً أن هذه الزيارة “سعت إلى تمهيد الطريق لجلسات على مستوى أعلى”.
كذلك نقلت الوكالة عن مصدر إقليمي موالٍ للنظام السوري قوله: إن الاتصالات بين الجانبين أحرزت الكثير من التقدم، وإن العلاقات بدأت تتحسن وتتقدم إلى مرحلة “خلق مناخ للتفاهم”.
وقالت صحيفة “haber 7”: إن المحادثات بين جهاز المخابرات التركية والنظام السوري بدأت تتكرر منذ فترة، وخلال الاجتماع الأخير الذي عُقد في الأيام الماضية ناقش الطرفان ”توسيع نصيب الخطوط الحمراء للبلدين”.
وطالبت تركيا على وجه الخصوص النظام السوري باتخاذ خطوة جديدة نحو العودة الآمنة للسوريين إلى بلادهم واستعادة حقوقهم قبل الحرب وإعادة ممتلكاتهم.
وحول إمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة، تقول مصادر أمنية: إن المحادثات بين الجانبين ستستمر، لكن الأمر سيستغرق وقتاً للحصول على نتيجة ملموسة من هذه المحادثات.
كما أشارت إلى أنه من غير المتوقَّع عَقْد اجتماع على المستوى الوزاري أو على المستوى الرئاسي بين تركيا والنظام السوري في المستقبل القريب.