نداء بوست- أخبار سورية- أنقرة
أكدت صحيفة “تركيا” المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أن أنقرة تخطط لإعادة اللاجئين السوريين إلى 3 محافظات خاضعة لسيطرة النظام، كمرحلة أولى هدفها اختبار إمكانية المضي قدماً في خطتها الرامية لإعادة جميع اللاجئين.
وجاء في مقال للكاتب يلماز بليغن أن موضوع عودة اللاجئين يحتل مكانة مهمة في مفاوضات تركيا مع روسيا وإيران والنظام السوري.
حيث تريد تركيا أن تكون حمص ودمشق وحلب مناطق تجريبية لعودة آمنة في المرحلة الأولى ثم يتم توسيع هذا الإطار، وفقاً للصحيفة.
وتطالب تركيا بضمان سلامة اللاجئين أثناء عودتهم، وإعادة ممتلكاتهم بعد ذلك، ومنحهم جميع حقوقهم الشخصية، ومراقبة عملية العودة من قبل وحدات سياسية وعسكرية مستقلة ذات طابع دولي يقبلها الطرفان، بما في ذلك الدول الضامنة.
وبموازاة ذلك ستتواصل المشاريع السكنية التي أطلقتها تركيا في مناطق الباب وجرابلس وإعزاز وإدلب، حيث أنه من المخطط توطين ما لا يقل عن مليون شخص في هذه المنطقة.
وتقول الصحيفة إن العائلات التي ستذهب إلى مناطق سيطرة النظام سيتم تمويلها لترميم منازلها وأماكن عملها وأراضيها، وسيتم تعويض الأسر التي ستعود من التمويل الذي سيتم توفيره بشكل أساسي من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
وتشير الصحيفة إلى أن مقدار الأموال اللازمة لإصلاح البنية التحتية والمصانع والمباني وخطوط الطاقة والمواصلات التي دمرت في عموم سورية تبلغ 400 مليار دولار.
كذلك أشارت إلى أن النظام لم يستطع الشروع في أي عمل من أجل إعادة الإعمار في أي منطقة، بما في ذلك حلب التي يسيطر عليها، بسبب فقدان عائدات النفط الذي عليه “قسد” وشلل الاقتصاد برمته في البلاد، فضلاً عن صعوبات توفير الوقود وأزمة الخبز والماء والكهرباء في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن محمد سرميني، أحد المستشارين السابقين للحكومة السورية المؤقتة، قوله إن سورية قد دمرت بشكل منهجي من قبل حزب “العمال الكردستاني” وإيران وروسيا والولايات المتحدة والقوى المتحالفة.
وأضاف: “ستنقلب جميع الحسابات العالمية رأساً على عقب في حال تدخلت تركيا وكان لها دور الفاعل الرئيسي، هناك تغيير ديمغرافي يحصل في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة. في هذه المرحلة، إذا تم منح السيطرة المطلقة للنظام، فقد يضطر شعبنا إلى تجرع آلام جديدة”.
وأردف: “إذا كانت القوى التي تدعم النظام في جميع الظروف هي الضامن والمراقب، فسيتم دفع الثمن غالي من قبل الشعب كما في حالة درعا. هذا الشعب لا يثق بديكتاتورية الأسد والبعث بأي شكل من الأشكال. ومع ذلك، فإن وجود تركيا في المعادلة وتقديم الضمانات يغير كل شيء، وسيكون الدور العسكري والسياسي والاقتصادي الذي سيتكفل به الجانب التركي حاسماً في هذا الصدد”.
الائتلاف يؤيد
يرى عضو مجلس إدارة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، يوسف محلي، أنه لن يتردد مئات الآلاف من السوريين من العودة إلى ديارهم في نطاق مشروع تكون تركيا ضامناً له.
وأضاف أن “القوى الغربية تريد أن تجعل تركيا تدفع الفاتورة بالكامل، حيث إن مجموعة أصدقاء سورية، ولا سيما الولايات المتحدة يتخذون مواقف متباينة”.
وقال: “ذهب ممثل الاتحاد الأوروبي في سورية، دون سوينيسكو، إلى دمشق، كذلك أقامت العديد من الدول الأعضاء في مجموعة أصدقاء سورية علاقات مع النظام، وفتحت دول مثل الإمارات والبحرين وسلطنة عمان سفاراتها في دمشق واستمرت من حيث توقفت”.
كما أطلعت مصادر أمريكية الجمهور في أوقات مختلفة على وجود اتصالات بين واشنطن ونظام الأسد، وفي الوقت الحالي، تنتقد بعض هذه الدول على الرغم من توقيعها على قرار مجلس الأمن رقم 2254، تركيا على الخطوات التي اتخذتها.
وأضاف محلي: “نؤمن تماماً أن تركيا لن تسلمنا بأي شكل من الأشكال إلى الأسد، لهذا السبب، تسعى جاهدة من أجل عودة آمنة وكريمة وطوعية، إن الوجود العسكري والسياسي والاقتصادي لتركيا هو الضمان الوحيد لنا جميعاً”، حسب قوله.
والآن، يضيف محلي: “تريد أن تحمل قوتها ونفوذها إلى مناطق النظام، إذا تم تشكيل آلية واضحة وآمنة، فسيعود مئات الآلاف من الناس إلى منازلهم وقراهم ومدنهم. لقد تلقينا طلبات عديدة في هذا الصدد”. واعتبر أن “الشعب السوري متعب حقاً، ونعلم جيداً أن إخواننا الأتراك متعبون أيضاً، يكفي لقوة مثل تركيا أن تعطي ضمانة ضد دكتاتورية الأسد”.
من جهته، أشار السياسي السوري سمير علو، إلى أن الوضع الحالي غير مستدام، وأنه في حال تشكيل أرضية لعودة مشرفة، سيعود اللاجئون السوريون إلى وطنهم، ليس فقط من تركيا بل من جميع أنحاء العالم.