“نداء بوست”-عواد علي- بغداد
أضرم محتجون غاضبون، فجر اليوم الثلاثاء، النيران في مكتب المرجع الديني الشيعي محمود الصرخي في محافظة بابل وسط العراق، على خلفية دعوة تابعيه (مقلديه) لهدم المراقد الدينية في البلاد.
ونُقل عن شهود عيان أن عشرات من المتظاهرين الرافضين لتصريحات خطيب حسينية “الفتح المبين” التابع للصرخي، في بابل أضرموا النيران بمكتب المرجع الشيعي في المحافظة.
وأوضح الشهود أن المتظاهرين طالبوا قوات الأمن بـ “ملاحقة جميع المسيئين للرموز الدينية”.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشخص يدعو لهدم مراقد الأئمة، ما سبب بحالة من السخط الشعبي، وصدور بيانات من قيادات دينية وسياسية تدين الدعوة لذلك.
وبعد مرور ساعات أعلنت القوات الأمنية في محافظة بابل إلقاء القبض على المدعو علي موسى عاكول كاظم المسعودي، خطيب حسينية “الفتح المبين” التابع للحركة الصرخية، والذي دعا في خطبته إلى هدم قبور أهل البيت.
وقال جهاز الأمن الوطني، في بيان: إنه “استناداً إلى ما ورد في مقطع فيديو جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتم رصده من قبل جهاز الأمن الوطني، وبناءً على مذكرة قضائية، ألقت قوة من الجهاز في محافظة بابل القبض على شخص ينتمي إلى الحركات الدينية المتطرفة يدعو إلى الإساءة إلى الرموز والطقوس الدينية وكذلك الدعوة إلى هدم المراقد المقدسة”.
وأضاف أنه “قد جرى تدوين أقوال المتهم أصولياً، وإحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه”.
وفي تطور لاحق، أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية العراقية، اليوم القبض على 6 أشخاص يتهجمون على الرموز الدينية في محافظات البصرة وكربلاء وميسان.
وقالت الوكالة، في بيان، اطّلع عليه بوست”: إن “رجال وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية شرعوا بحملة واسعة لملاحقة عناصر إحدى الحركات الدينية المتطرفة، والتي تحاول الإساءة إلى الرموز الدينية والطقوس الإسلامية وهدم المراقد المطهرة”.
وأوضحت: “وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة تمكن رجال وكالة الاستخبارات من إلقاء القبض على 6 متهمين من هذه الحركة المتطرفة، التي تحاول بث الفتنة بين أبناء شعبنا العراقي الواحد في محافظات البصرة وكربلاء المقدسة وميسان، واتخذت بحقهم الإجراءات القانونية اللازمة”.
وعلى الصعيد ذاته، أفاد مصدر أمني في محافظة بابل، أمس الإثنين، بأن عبوة صوتية انفجرت بالقرب من مسجد يعود لجماعة الصرخيين بمدينة “المسيب” التابعة للمحافظة.
وقال المصدر: إن “عبوة صوتيةً انفجرت بالقرب من حسينية “المجتبى” التابعة للصرخيين في المسيب بابل”، مبيناً “عدم وقوع إصابات تذكر”.
وتبعاً لذلك، أمر قائد شرطة محافظة بابل اللواء خالد تركي جهاد الشمري، بغلق جميع الحسينيات والمكاتب التابعة لاتباع الصرخي.
وقال الشمري، في تصريح لعدد من وسائل الإعلام: إنه “أمر بغلق جميع الحسينيات والمكاتب التابعة لأتباع الصرخي حفاظاً على السلم المجتمعي“.
وقال الجهاز في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): إنه “استناداً إلى ما ورد في مقطع فيديو جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتم رصده من قبل جهاز الأمن الوطني، وبناءً على مذكرة قضائية، ألقت قوة من الجهاز في محافظة بابل القبض على شخص ينتمي إلى الحركات الدينية المتطرفة يدعو إلى الإساءة إلى الرموز والطقوس الدينية وكذلك الدعوة إلى هدم المراقد المقدسة”.
وأضاف، أنه “قد جرى تدوين أقوال المتهم أصولياً، واحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه”.
يُذكر أن محمود الحسني الصرخي رجل دين من مواليد مدينة الكاظمية في بغداد عام 1964، ودرس في مسقط رأسه، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة بغداد عام 1987، ولم يدخل الحوزة العلمية في النجف إلا عام 1994، وظهر بعد عام 2003 وأعلن مرجعيته الخاصة، لكن علماء الحوزة قالوا إنه لا يمتلك صفة المرجعية التي تبيح للناس تقليده لأن أي مرجعية لم تقُر “بأعلميته”.
وعُرف الصرخي بعدائه ورفضه للقيادة الدينية للشيعة في العالم، التي يقودها السيستاني، وأسس قوات مسلحةً تُعرف باسم “جيش الحسين”، اشتبكت في أعوام 2006 و2007 و2008 مع أتباع بعض المراجع في البصرة وكربلاء.
وأخطر مواقفه جاءت بعد تغلغل تنظيم “داعش” في العراق، حين دعا إلى التحاور مع عناصر التنظيم، ونصح القوات الأمنية بالاعتراف بذكاء وبسالة مقاتلي التنظيم، وعدّ المعركة معهم خاسرة.
وأدت تصريحاته إلى تهديم مكاتبه ومنزله، وغلق المساجد التابعه له، وملاحقته هو ومقلديه في كربلاء وبعض المحافظات، من قبل الأهالي والقوات الأمنية.
كما رفض الصرخي فتوى المرجع الديني علي السيستاني للجهاد الكفائي ضد تنظيم “داعش”، ووصفها بأنها دعوة للحرب الأهلية والتأجيج الطائفي في العراق.