نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
دخل لبنان ابتداءً من منتصف الليلة الماضية، في فترة ثانية من الصمت الانتخابي، استعداداً لاقتراع الإداريين الذين سيتولون إدارة العمليات الانتخابية في مراكز الاقتراع وأماكن فرز النتائج النهائية للانتخابات، المقررة في الخامس عشر من أيار/ مايو الجاري.
وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كل التحضيرات للاستحقاق الانتخابي المنتظر بعد أربعة أيام فقط من موعدها، مع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي.
وأكّد ميقاتي أمام زواره على أهمية الانتخابات النيابية، لكونها ستحدد بالضبط التوجهات العامة للبنانيين، بعد مرحلة من المتغيرات أعقبت ثورة السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
وقال: “بات من الضروري أن يحدد اللبنانيون توجهاتهم في صندوق الاقتراع تمهيداً للانتقال إلى مرحلة جديدة، ستكون بالتأكيد حافلة بالتحديات والعمل الجاد لاستكمال الخطوات الإنقاذية المطلوبة وإقرار الإصلاحات المطلوبة، لنقل البلد إلى مرحلة التعافي التدريجي”.
وشدّد ميقاتي، على أنّ مرحلة ما بعد الانتخابات هي الاستحقاقات الكبرى وخصوصاً ما يتعلق بالتصدّي للتحدّيات الأساسية والعاجلة، وأهمها ما يخصّ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإكمال خريطة طريق الخروج من الأزمة ارتكازاً على خطة التعافي.
وفي هذا الإطار، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري في كلمة وجّهها إلى اللبنانيين عشية الصمت الانتخابي، أنّ حركة “أمل” ومنظومة الثنائي الوطني هي منظومة مقاومة، ومنظومة الكرامة والعزة، والتضحية والتنمية والنصر والتحرير وإسقاط اتفاق 17 أيار وإخراج لبنان من العصر الإسرائيلي إلى العصر العربي.
وأكّد أنّ التحالف بين حركة أمل وحزب الله ليس تحالفاً طائفياً من أجل استقواء طائفة على أخرى، وليس تحالفاً انتخابياً لكسب أكثرية من هنا أو هنالك. وهو تحالف راسخ رسوخ الجبال، بمثابة “علاقة بين الروح والجسد الواحد”.
وشدد على أنّ “المقاومة لا تزال حتى هذه اللحظة الراهنة التي يستبيح فيها العدو سيادة لبنان ويهدّد ثرواته وينفّذ مناوراته حتى في يوم الانتخابات على طول الحدود مع لبنان، هذه المقاومة التي لا تزال تمثل حاجة وطنية ملحّة إلى جانب الجيش لحماية وردع العدوانية الإسرائيلية”.
ودعا بري إلى تحويل يوم الانتخابات إلى يوم للاستفتاء الوطني على ثوابت المقاومة والتنمية والوحدة.
بدوره، قال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، خلال المهرجان الانتخابي الذي أقامه الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، إنّ “كل ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري يعبّر عن أفكار ومضامين الثنائي الوطني”، معتبراً أن وجود الدولة مهم وأساسي لأن البديل عنها هو الفوضى.
وقال نصر الله: “لا نطرح أنفسنا دولة إلى جانب الدولة ولا أحد يستطيع ان يكون بديلاً عنها في كل المجالات”.
وأعلن أن “حزب الله” مصمّم على الحضور بفعالية وجدية ومسؤولية في الدولة، وقال “لا أحد يتوقّع عندما نقول إننا بتنا جزءاً من الدولة والنظام أن تحلّ كل المشاكل”.
من جهته، أعرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن اعتقاده بأنَّ التصويت لحزب الله والتيار الوطني الحر في الانتخابات التشريعية سيؤدي إلى إطالة أمد الأزمة في لبنان.
وأضاف جعجع خلال لقاء انتخابي أن رؤية حزب الله للمقاومة ترتكز على تركيبة مدمرة للدولة، وأن الحزب يصادر بذلك مفهوم المقاومة وينسبه لنفسه، وفق تعبيره.