نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
يعيش آلاف الشبان في محافظة درعا حالة من الخوف والحذر بعد انتهاء مدة التأجيل عن الخدمة الإلزامية التي مُنحت للشبان في محافظتَيْ درعا والقنيطرة مطلع نيسان/ إبريل من العام الماضي.
وكان العديد من الشبان قد نجحوا بالسفر باتجاه دول أخرى وافقت على منح تأشيرة للسوريين فيما لم يفلح الكثير بالمغادرة بسبب عدم قدرتهم المادية وصعوبة استخراج جواز السفر ما أجبرهم على البقاء محاصرين متخوفين من بدء ملاحقتهم على الحواجز العسكرية أو داخل بلداتهم وقراهم.
ماهر محمد قال لـ”نداء بوست”: إنه لم يتمكن من استخراج جواز السفر العام الماضي رغم محاولاته الكثيرة للحصول على دور في المنصة الإلكترونية الخاصة بالحجز حيث إنه كان أمراً صعباً للغاية، ويضيف أنه يرفض الالتحاق بالخدمة العسكرية كما أنه يتخوف من بدء الملاحقة الأمنية.
علاء الحريري أشار لـ”نداء بوست” إلى أن الرشاوى والمحسوبيات في دائرة الهجرة والجوازات هي التي منعته من الحصول على جواز السفر إذ إن استخراجه كان يتطلب مبالغ باهظة وصلت إلى 5 ملايين ليرة سورية.
وأضاف أنه محاصر في بلدته التي لم يغادرها منذ انتهاء مدة التأجيل لتجنب المرور على الحواجز العسكرية والأمنية وبالتالي تعرضه للاعتقال وزجه بالخدمة الإلزامية.
من جانبه، أكد فادي المنجر وهو منشق عن قوات النظام أنه لن يلتحق بالخدمة الإلزامية التي ليست لها مدة محددة كما أنه لا ثقة لديه بهذا النظام الذي قام باعتقال عدد كبير من أبناء المحافظة المنشقين عن الجيش من ثكناتهم العسكرية وتعذيبهم في سجونه حتى الموت رغم التحاقهم بها بعد إجرائهم التسوية.
يُشار إلى أنه وبعد أيام على انتهاء مدة التأجيل الذي منحه النظام لشبان الجنوب أعلنت جهات رسمية في محافظة درعا قراراً جديداً يقضي ببدء إجراء تسوية للعسكريين الفارين والراغبين بتسوية أوضاعهم.
يُذكر أن ازدياد الأوضاع الأمنية والاقتصادية سوءاً وافتقار البلاد أدنى مقومات الحياة فضلاً عن انعدام الأمن والفوضى الأمنية العارمة التي تسيطر على درعا منذ إعلان النظام سيطرته عليها وما جرته هذه السيطرة من تبعات كارثية في مقدمتها عمليات الاغتيال وجرائم القتل وحوادث الخطف وما ألقاه الفلتان الأمني الهستيري في نفوس أهلها من رعب وفزع جعل الهجرة ملاذاً للكثيرين بحثاً عن الاستقرار والأمان وتأمين لقمة العيش.
ودفع ذلك الكثيرين إلى بيع ممتلكاتهم وعقاراتهم مقابل الهروب من الواقع المرير، فيما يبقى الآلاف من المحاصرين يترقبون مصيرهم وسط حالة من الذعر من بَدْء ملاحقتهم وزجهم للموت بحسب تعبيرهم.