خاص – نداء بوست
"كأنه ليس عيداً، مثله مثل أي يوم عادي بروتينه الممل"، بهذه الجملة عبّر "أحمد" اللاجئ السوري في ألمانيا عن استعداده لقدوم عيد الأضحى المبارك، مشيراً إلى أنّ "العيد منذ سنوات تغيّرت نكهته بالنسبة له" لأنه بعيد عن أهله الذين يسكنون في دمشق.
وقال "أحمد" في حديث لموقع "نداء بوست": في السنوات السابقة كنّا نحضّر للعيد ونشتري الألبسة الجديدة للأطفال، ولكن بدون أي نكهة، أما السنة الحالية فإن العالم كلّه يعاني من تطورات وباء كورونا، بالإضافة إلى أنّ البلاد هنا (ألمانيا) فيها فيضانات وبالتالي لا يمكن أن يكون العيد عيداً كما عهدناه في سورية.
ويعيش في ألمانيا أكثر من مليون لاجئ سوريّ، مضى على وجودهم سنوات، ومرّت عليهم أعياد كثيرة، وهم خارج وطنهم، فكيف يستعد السوريون في ألمانيا للعيد.
ربطت "أم أيمن" -وهي سيدة من دمشق تقيم في "كولن" بألمانيا- بين الوضع الاقتصادي السيئ للسكان في دمشق، وبين تحضيراتهم للعيد، مشيرةً إلى أنّ ما تسمعه من قصص عن الفقر في دمشق يجعل فرحة العيد منقوصة، خصوصاً وأنّ لديها أقارب هناك.
وقالت: نرسل 100 يورو إلى دمشق ويشتري الأطفال ألبسة العيد أفضل من أن نصرفها نحن هنا على رفاهيتنا، الوضع في دمشق وباقي المدن سيئ، وبالتالي هناك شيء يجعل في قلوبنا غصّة.
وأضافت: كيف يمكن أن أتواصل مع أقاربي في العيد عبر الإنترنت، ويشاهدون استعداداتنا للعيد، وهم غير قادرين على شراء كيلو حلويات؟ إنّه أمر محزن جدّاً.
لكن بالمقابل، رأى "محمد" أنّ فرحة العيد من الإسلام، خصوصاً وأنّ عيد الأضحى هو عيد رئيسي لدينا في الإسلام، ويرى أنه يجب أن يعيش وأسرته العيد مهما كانت الظروف.
وقال "محمد" في حديث لـ "نداء بوست": من حقنا أن نفرح في العيد، ذهبتُ مع زوجتي واشترينا ألبسة لي ولها وللأطفال، وصنعنا بعض الحلويات في المنزل، إنه عيدنا ويجب ألّا تؤثر علينا الأوضاع السيئة وتُفقدنا بهجة العيد.
وجهة نظر أخرى، ترى أنّ إرسال أجور مستلزمات العيد إلى سورية، أفضل بكثير من صرفها في ألمانيا، لأن الناس وضعها سيئ جدّاً في الداخل السوري.
وقالت "سحر" وهي لاجئة تقيم في ألمانيا: إنّها أرسلت 180 يورو ثمن حاجياتها البسيطة للعيد في ألمانيا إلى أقاربها في سورية، وهم بدورهم اشتروا ألبسة للأطفال، وبعض الحلويات، لقد شعرت أنني حققت شيئاً، وأنّ فرحتهم عندي هي العيد.
كما لفت "أبو شادي" وهو لاجئ أيضاً، إلى أنّ عائلته مثل باقي السوريين مشتتة في دول عدة وفي الداخل السوري، وبالتالي لا يوجد "لمّة عائلة" في العيد، وهذا أكثر شيء محزن بالنسبة للناس في الأعياد.
ويمر على السوريين عيد الأضحى الحادي عشر، منذ بدء الثورة السورية، واستخدام النظام السوري سياسة الأرض المحروقة، ما اضطر ملايين السوريين إلى النزوح واللجوء إلى دول الجوار وأوروبا، وتغيّرت بذلك طقوس العيد المعتادة، وباتت "لمّة العائلة" حدثاً نادراً على السوريين.