”نداء بوست“ – المتابعة والتحقيقات – خاص:
يبدو أن الفشل في الحدّ من هجمات خلايا تنظيم "داعش" في البادية أدى لتفاقُم خطرها وانتقال ضرباتها إلى أماكن أكثر حساسية وخطورة بالنسبة لروسيا، في مناطق شرق محافظة حمص.
وبحسب مصدر مطلع لـ ”نداء بوست“ فإن الشرطة العسكرية الروسية بدأت في مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي تنفيذ توجيهات القيادة العسكرية في موسكو لإعادة تنظيم خارطة الانتشار العسكري في محافظة حمص، بالاعتماد الكامل على أرتال المؤازرة التي وصل أول رتل منها في الـ 5 من الشهر ذاته، وتوالى وصول باقي الأرتال حتى نهايته، وهي أرتال من قوات ”فاغنر“ الشركة الأمنية متعددة الجنسيات التي تعتمد عليها روسيا في الكثير من عملياتها الأمنية والقتالية بالإضافة إلى مجموعات من القوات الخاصة الروسية التي ستتولى قيادة المنطقة عسكرياً بمساعدة مباشِرة من الشرطة العسكرية الروسية.
ووفقاً لمصادر "نداء بوست“ فإن خطة الانتشار العسكري لمجموعات ”فاغنر“ وللقوات الخاصة الروسية ستمتد من ريف حمص الشرقي وبادية تدمر وصولاً إلى الحدود الإدارية مع بادية دير الزور انطلاقاً من المربع الأمني الرئيسي لهذه القوات في بلدة "البيضة" على الطريق بين تدمر وحمص.
القوات الروسية وفقاً لمصدر ”نداء بوست“ تهدف من هذه العملية إلى خفض الاعتماد على القوات المحلية التي فشلت في التصدي للهجمات المعادية بحسب الوصف الروسي، كما تعتقد القوات الروسية أنَّ هذه القوات المحلية -وخاصة ذات البنية العشائرية- هي أحد أهم مصادر الاختراق والخلل الأمني الذي يسبب فشلاً عاماً في محاولات الحد من هجمات الخلايا والمجموعات المعادية.
"فاغنر" جيش بوتين السري
يُذكر أن”فاغنر" شركة أمنية شِبه عسكرية روسية تطلق عليها منظمة العفو الدولية اسم "الجيش السري لفلاديمير بوتين“ وتضم في صفوفها ما بين 2500 إلى 5000 مرتزق. وقد ظهرت مجموعة "فاغنر" للمرة الأولى بجانب انفصاليين من إقليم "دونباس" شرق أوكرانيا عام 2014. ورغم أن المجموعة لا تملك أي "وجود شرعي" في روسيا، إلا أن هذا لم يمنع من توثيق وجودها في سورية حيث تُقدِّم الدعم لقوات النظام السوري، وفي ليبيا مع مقاتلي المشير خليفة حفتر، وكذلك في جمهورية إفريقيا الوسطى حيث يقوم بعض عناصرها بمهمات "تدريبية" هناك.
كما رصد وجود لـ “فاغنر“ في موزمبيق والسودان حيث شاركت في قمع المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشارع للمطالبة برحيل الرئيس السابق عمر البشير في 2019.
وتذكر تقارير أن ملكية فاغنر تعود لإفغيني بريغوجين رجل الأعمال الروسي المقرب من الكرملين، مالك سلسلة مطاعم فاخرة، وتعاقد مع الجيش الروسي لتزويده بالمواد الغذائية، عِلاوة على تزويد الكرملين ذاته بالوجبات. تطورت استثمارات بريغوجين لتصل إلى مجالات الغاز والبترول بالقارة الإفريقية والشرق الأوسط، وطالت حقول الإعلام والاتصالات.
اسم "فاغنر" مشتق من كنية ضابط المخابرات الروسي ديمتري أوتكين الذي حمل الاسم السري ”فاغنر“، وكان مُعجَباً بالنظام النازي، وكان يستمع كثيراً إلى واحد من أعظم الموسيقيين الألمان ألا وهو ”فاغنر“ حسب معلومات ”فرانس 24“.
وبحسب أكثر من مصدر مطَّلع تواصل معه ”نداء بوست“ فإنه مع استكمال خطة انتشار القوات سيبدأ العمل العسكري بطوق واسع لاستهداف المواقع التي ترصدها المخابرات الروسية ويُعتقد أنها أوكار خلايا "داعش"، مع خطة قطع طرق الإمداد والتحرك لهذه الخلايا، وسيكون هناك دعم جوي وناري كبير للمعارك الجديدة التي من المفترَض أن تبدأ في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.