نداء بوست- أخبار عربية- الرياض
أكدت وكالة رويترز أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يعتزم زيارة تركيا مطلع شهر حزيران/ يونيو المقبل.
ونقلت الوكالة عن أربع مصادر مطلعة قولها إن بن سلمان يعتزم القيام بجولة تشمل تركيا وقبرص واليونان والأردن ومصر، لبحث قضايا إقليمية وعالمية وتوقيع اتفاقات في مجالي الطاقة والتجارة.
وبحسب المصادر فإن المسؤولين السعوديين ما زالوا يناقشون المواعيد المحددة مع الدول التي سيزورها بن سلمان، موضحة أن الجولة قد تتم في أوائل الشهر المقبل على أقرب تقدير.
كذلك نقلت الوزارة عن مسؤول تركي كبير -لم تسمه- أن ولي العهد السعودي، قبل دعوة أردوغان لزيارة تركيا وأن الجانبين يعملان على ترتيبها.
وأشار المسؤول إلى أن الجانبين سيبحثان “موضوعات التجارة الثنائية والتطورات الإقليمية، إضافة إلى احتمالية التوصل لاتفاق لمقايضة العملة ومشروعات استثمار وطاقة أخرى”.
في سياق متصل، أكد مصدران تركيان لوكالة “بلومبيرغ” أن أردوغان دعا بن سلمان، لزيارة تركيا ويأمل في استضافته في الأيام القادمة، “مما قد يوفر دفعة كبيرة للعلاقات الثنائية بين البلدين، وللاقتصاد التركي المتدهور”.
وأواخر شهر نيسان/ إبريل الماضي، أجرى أردوغان زيارة رسمية إلى السعودية استمرت يومين، هي الأولى بعد نحو خمس سنوات من الخلاف بين البلدين.
وخلال الزيارة التقى أردوغان عدداً من كبار المسؤولين السعوديين على رأسهم الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان.
ووصف الرئيس التركي الزيارة التي أجراها إلى السعودية، بـ”الناجحة”، ونقطة بداية لمرحلة جديدة في علاقات البلدين.
وأوضح أردوغان في تصريح صحافي أثناء عودته إلى تركيا، أنه في اليوم الأول من الزيارة التقى الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وناقش معهما المواضيع المطروحة على الأجندة بين البلدين.
وأشار إلى أنه تمت مراجعة العلاقات الثنائية بكافة أوجُهها، وتبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية، وجرى بحث الخطوات المشتركة التي يمكن الإقدام عليها من أجل تطوير العلاقات التركية السعودية.
وأضاف: “جددت دعمنا لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وأكدت أننا لا نفرق بين أمننا وأمن منطقة الخليج”.
كما لفت إلى أن الجانبين ناقشا سُبل التعاون في الصناعات الدفاعية أيضاً، والمشاكل التي تعترض المواطنين الأتراك والشركات التركية في السعودية.
وأكد أن استعادة الزخم في التجارة بين البلدين وإزالة العقبات الجمركية وتشجيع الاستثمارات، والمشاريع التي يمكن أن يتولاها المقاولون الأتراك، شكلت المحاور الرئيسية للمباحثات من حيث العلاقات الثنائية.
وأردف: “اتفقنا مع الرياض على إعادة تفعيل الإمكانات الاقتصادية الكبيرة بين تركيا والسعودية من خلال فعّاليات تجمع مستثمري البلدين”.
كذلك أشار الرئيس التركي إلى أنه أعرب عن ترحيبه بقرار استئناف الرحلات الجوية المجدولة بشكل متبادل بين البلدين، مضيفاً: “أكدت بشكل خاص الأهمية التي نوليها لتشجيع السياحة”.
وأعرب أردوغان عن ثقته بأن هذه الزيارة “ستشكل بشرى مرحلة جديدة” في العلاقات بين البلدين، قائلاً: “لقد أبدينا بكل وضوح وعلى أعلى مستوى إرادتنا المشتركة بخصوص تطوير العلاقات الثنائية على أرضية الاحترام والثقة المتبادلين”.
وتابع: “عازمون على مواصلة هذا السعي من أجل مصالحنا المشتركة واستقرار المنطقة، ويتعين علينا الدخول في مرحلة جديدة مع الدول التي نتقاسم معها نفس المعتقدات والأفكار، إنها مرحلة كسب أصدقاء وليس خلق أعداء”.
وأكد أردوغان أنه لمس “مودة وحفاوة كبيرتين” في السعودية طوال الزيارة، معرباً عن شكره للملك سلمان والسلطات السعودية على حسن الضيافة.
وحول آفاق التعاون بين تركيا والسعودية في الصناعات الدفاعية مع الأخذ بعين الاعتبار أن تركيا تلبي 80 بالمئة من احتياجاتها ذاتياً في هذا المجال، قال أردوغان: إنه طرح إمكانية الإقدام على بعض الخطوات المشتركة في هذا السياق.
وقال: “من الممكن أن تكون هذه الخطوات المتبادلة في بلدنا أو في السعودية أو في دول أخرى، تركيا تمتلك تكنولوجيا الصناعات الدفاعية، بينما تمتلك السعودية رأس المال، ولذلك من الممكن الإقدام على خطوات مشتركة”.
ورداً على سؤال “هل يمكن أن تكون هذه الزيارة بداية لإنهاء الأزمات الإقليمية، وهل يمكن لتركيا أن تتولى زمام المبادرة لإنهاء الأزمات في الشرق الأوسط؟” أجاب أردوغان: “بالطبع يمكنها ذلك، ولا يوجد سبب يمنعها من القيام بذلك؛ لأن لدينا الكثير من القواسم المشتركة مع دول الشرق الأوسط”.
كما أكد أن”العلاقات السعودية التركية سترتقي إلى مستوى متميز جداً في كافة المجالات، لقد تناولنا هذا الأمر خلال المحادثات الثنائية مع ولي العهد محمد بن سلمان”.