على خلفية العدوان الروسي على أوكرانيا تحاول موسكو تشويه سمعة كييف كشريك موثوق به كان يحافظ على علاقات ودية مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا لسنوات عديدة.
اليوم بات معروفاً أن سورية تقطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا. وفي هذا الصدد، تفسر وسائل إعلام روسية هذا الخبر بمعنى أنه لا داعيَ لتطوير علاقات مع أوكرانيا، وأن سورية فعلت الصواب بقطع العلاقات. في الحقيقة، أوكرانيا بادرت إلى قطع العلاقات مع سورية عقب اعتراف دمشق بـاستقلال ما يسمى بجمهوريتَيْ دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المنشأتين على الأراضي الأوكرانية المحتلة بدعم روسيا.
ولذا أقبلت كييف على تعليق عمل سفارتها. بالإضافة إلى ذلك قبلت سورية شراء الحبوب التي سرقها الغزاة الروس من المزارعين الأوكران في الأراضي المحتلة مؤقتاً خلافاً لمصر التي رفضت شراء الحبوب الأوكرانية من روسيا تقديراً للعلاقات المتينة الودية المقامة مع أوكرانيا.
بصرف النظر عن روابط الصداقة الوثيقة والروابط الأسرية التي تربط بين أوكرانيا وسورية لسنوات عديدة، دعمت الحكومة السورية الصراع الدموي الذي أشعلته روسيا. في الوقت نفسه يتعين على دمشق إعادة النظر في علاقتها مع روسيا؛ لأن سورية أيضاً تعاني من صواريخ روسية وغارات جوية تخلف قتلى وجرحى في صفوف المدنيين مثل أوكرانيا.
إن كييف شريك موثوق به يستحق تطوير العلاقات الثنائية معه. والجدير بالذكر أن أوكرانيا تنتج حصة كبيرة من الغذاء العالمي: 27% من بذور عباد الشمس و5% من الشعير و3% من القمح وبذور السلجم و2% من الذرة، بينما تعتبر أوكرانيا أحد الموردين الرئيسيين للمنتجات إلى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وحتى على الرغم من الأعمال القتالية وإغلاق القوات الروسية للموانئ الأوكرانية، تحاول أوكرانيا تصدير حبوبها بكل الطرق الممكنة من أجل تجنُّب حدوث أزمة غذاء عالمية.
في وقت سابق، عيَّن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، 12 تموز/ يوليو من العام الجاري، ممثلاً خاصاً لأوكرانيا في الشرق الأوسط وإفريقيا لهدف توسيع التعاون الدبلوماسي بين أوكرانيا والدول الإفريقية ما يؤكد مجدداً حرص أوكرانيا على إقامة علاقات ودية مع تلك الدول وتعزيزها. وفي الوقت عينه، لا يمكن قول ذلك عن روسيا التي ترسل جيشها وشركاتها العسكرية الخاصة إلى الشرق الأوسط وإفريقيا لإعادة توزيع النفوذ.