أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تحطم قاذفة استراتيجية من طراز "تو-22 أم 3"، يوم أمس الثلاثاء، نتيجة خلل فني وقع في أحد مطارات مقاطعة "كاوغا" غربي البلاد.
وقالت الوزارة في بيان: "خلال تجهيز القاذفة للإقلاع في المطار، حدث عطل في عمل المقاعد القاذفة لحالات الطوارئ، الأمر الذي أدى إلى مصرع ثلاثة عناصر بسبب سقوطهم على الأرض من علو مرتفع قبل فتح مظلاتهم".
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن مصدر طبي قوله إن أحد أفراد الطاقم نجا من الحادث وتم نقله إلى المشفى، كما أن تحطم الطائرة لم يسفر عن سقوط إصابات بين صفوف المدنيين.
وتفاخرت روسيا في وقت سابق باستخدام القاذفة "تو-22 أم 3" في سوريا، حيث أعلن وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، بدء مشاركتها في العمليات العسكرية إلى جانب طائرات "تو – 160″ و"تو – 95 إم إس"، وتنفيذ تلك المقاتلات غارات على مواقع في الرقة وإدلب وحلب.
وفي 23 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2017 بثت وزارة الدفاع الروسية شريطاً مصوراً، قالت إنه لطائرة "تو-22 أم 3"، أقلعت من مطار في روسيا وحلقت مسافة أكثر من 2000 كيلو متر، قبل استهداف مواقع لتنظيم الدولة في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
"لعنة سوريا" تلاحق الطائرات في روسيا
أعلنت روسيا خلال السنوات الماضية التي تلت تدخلها العسكري في سوريا دعماً للنظام، عن تحطم العديد من طائراتها التي تباهى كبار المسؤولين الروس بمشاؤكتها في الغارات الجوية التي استهدفت المواقع المدنية السورية.
وأرجعت وزارة الدفاع الروسية جميع تلك الحوادث إلى "أخطاء فنية"، الأمر الذي يعكس فشل صناعات موسكو الحربية وضعف أدائها، فضلاً عن إثارتها للشكوك حول إمكانية منافستها للمنتجات الأمريكية، وبشكل خاص المقاتلات منها.
وفي أواخر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2020 أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تحطُّم طائرة تابعة لها من طراز "سوخوي 34"، في إقليم "رخاباروفسك" بأقصى شرقي البلاد، وتعتبر هذه المقاتلة من أكثر من أكثر مقاتلات سلاح الجو الروسي مشاركة في سوريا.
سبق ذلك، الإعلان عن تحطم طائرة حربية من طراز "سوخوي 30" خلال القيام بجولة تدريب في مقاطعة "تفير" شمال غربي موسكو، ومروحيتين من طراز "MI – 8"، وثالثة من نوع "MI -16"، والتي أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تجريبها في ريف حماة الشمالي.
وفي كانون الأول/ ديسمبر من عام 2019، تعرضت روسيا للضربة الأقسى في هذا المجال، والتي تمثلت بتحطم طائرة حربية من طراز "سوخوي 57" الجيل الخامس والتي تعتبر أحدث القاذفات التي تمتلكها موسكو إثر خلل فني شرقي البلاد، بعد أيام من إعلان تنفيذها مهمة ناجحة في سوريا.
وكان قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال "فاليري غيراسيموف" قال في تصريح قبل الحادثة: "إن الجيش الروسي أنهى اختبار المرحلة الثانية للمقاتلة سوخوي 57 من الجيل الخامس خلال عملياته في سوريا، مدعياً أنها نجحت باجتياز جميع مراحل "الهجوم" المخطط لها".
تجدر الإشارة إلى أن روسيا وجدت في تدخلها العسكري بسوريا فرصة لتجريب أسلحتها والترويج لها، وأكد وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" في تصريح أدلى به في أيلول/ سبتمبر الماضي، أن بلاده جربت 316 نموذج سلاح جديد في سوريا منذ تدخلها عام 2015، من ضمنها منظومة الدفاع الجوي "S-500"، ومقاتلات الجيل الخامس "SU-57" والمروحيات الهجومية "MI-28".