نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
تتنوع طقوس وعادات الشهر الفضيل في محافظة درعا كبقية المحافظات السورية التي تتميز كل منها بعاداتها الدينية والاجتماعية وأطباقها التي ترافق شهر الصيام .
ولحوران طقوسها الخاصة حيث تكتسي أسواقها ومحالها التجارية بشتى الخيرات والسلع والمشروبات والحلويات الرمضانية ذات النكهة المميزة، وعادة ما تبدأ العائلات الحورانية رمضانها بأطباق البياض على موائدها كـ”الشيش برك” و”المليحي” و”شيخ المحشي” و”شاكرية اللبن” وذلك لاعتقاد سائد بأن افتتاح الشهر بأكلة ذات لون أبيض سيجعل رمضان يحلّ ضيفاً لطيفاً بأيامٍ جميعها بيضاء.
كما أن أهم ما يميز شهر رمضان في درعا هو لمة العائلة على سفرة الإفطار، وما يرافقها من تبادُل للأحاديث الشيقة التي تزيد الطقوس مودة وجمالاً وصلة الرحم التي تجعل من رمضان شهراً مميزاً يعكس الروابط الأسرية التي شتَّتَتْها الحرب.
وكذا هي عادة “السكبة” التي يقوم الجيران بتبادُلها قبل موعد الإفطار, إضافة إلى العادة القديمة والتي ما زالت معظم القرى والبلدات تحافظ عليها وهي أن يجوب المسحراتي الشوارع لإيقاظ الناس بصوت عذب.
واعتادت العائلات في درعا على تخزين الموادّ والسلع قبل بداية أيام الصيام التي يكثر استخدامها خلال الشهر, إلا أن ارتفاع الأسعار الجنوني وضعف القدرة الشرائية جعل الإقبال على الأسواق خجولاً, وأفسد تلك الطقوس والعادات, وبات المواطنون عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الأساسية من المواد الغذائية والتموينية بل أصبح تأمين قوت اليوم الواحد أولوية لدى الكثيرين.
طقوس روحانية واجتماعية خاصة -وإن قل بريقها- لكنها لم تندثر، رغم جحيم الأيام التي مرت على درعا وما زالت تحافظ عليها كعادات محبَّبة وخالدة في ذاكرة حوران وأهلها.