نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
عكست منشورات مواقع التواصل والتعليقات المصاحبة، رفضاً أردنياً جامعاً لحفل الفنان المصري محمد رمضان في مدينة العقبة الساحلية جنوب الأردن.
رفض استضافة محمد رمضان ومنحه كل هذه المساحة وهذا الفضاء ليدخل قاعة الحفل بسيارته ويطل على جمهور يمثل طبقة بعينها على ما يبدو لأن تذاكر حفله وصلت أرقاماً غير مسبوقة، زاد وتضاعف لأن استفاضته سبقها قرارات حكومية بالتضييق على مراكز تحفيظ القرآن، فبحسب الناشطين وشرائح كثيرة من المجتمع الأردني: الذي يضيقون على مراكز تحفيظ القرآن، هم أنفسهم الذين استضافوا محمد رمضان.
صفحة “حي نزال وضاحية الياسمين الإخبارية” على موقع فيسبوك، نشرت تصريحات نقيب الفنانين الأردنيين محمد يوسف العبادي، حول حفل محمد رمضان، ولخصت تصريحاته على النحو الآتي: “نقيب الفنانين الأردنيين المخرج محمد يوسف العبادي حول حفل #محمد_رمضان:
* احنا دولة بتهتم بالسياحة وأنا برأيي الفنون عامل جاذب للسياحة.
* أنا مابعرف إحنا ليش ضد الفرح.
* إحنا كنقابة ليس أوصياء على عقول الناس.
* أعتقد بحفل محمد رمضان لم يكن مقعد واحد فارغ”.
تصريحات استدعت 117 تعليقاً رافضاً، أو غاضباً، أو ساخراً، أو حتى متطاولاً، مقابل تعليق واحد مؤيد لِما ورد في تصريحات النقيب.
غادة غازي كتبت معلقة في سياق التعليقات الرافضة لتصريحات النقيب: “مجون وفسق وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
أمّا أمل برغوثي فكتبت تحت التصريحات نفسها:
“لم نعد نعرف ماذا نحارب الوباء….أم البلاء…!! أم الغباء…. أم الغلاء…. أم قلة الحياء…!! لم يمر بتاريخ أو زمن أو حقبة أتعس وأرذل وأسفل وأسخف من هذه السنين التي نعيشها اليوم.
سنين قلبت جميع الموازين فيها حتى أصبحت الأخلاق والشرف والكرامة والعدالة والغيرة والإنسانية والرحمة عملة نادرة جداً
للأسف. نحمد الله ونشكره على كل حال، ونسأل الله أن يصلح هذا الشعب”.
عايشة محمد كتبت: “لأن حكومتك جوّعت الناس كيف بدها تفرح مثلاً؟!”.
فريال شمالي كتبت:
“لسة رح تيجي الأيام ونركض وراء رغيف الخبز وما نلاقيه. زمان صار مجاعة بمعظم بلادنا ولم نكن فاسقين، اليوم شو رح يصير فينا ونحن بقمة الفسق. الكل رجليه بـ(الفلكة) الفاسق الذي يخطط وينفذ للفسق مثل هذه الحفلات الماجنة، ومن سانده في حضورها ودفع الأموال في غير مكانها. قل لأولئك ادفعوا الزكاة أو الصدقة يصيروا يتظلموا يا حسرة من وين ما معنا”.
سارة الناجي: “وين الرقابة من هيك شغلات مبتذلة بس خراب الأجيال بتعتبروه سياحة. حسبي الله ونعم الوكيل”.
تعليقات فكاهية من مثل: (بما إنه شكلك بيشبه عبد الحليم حافظ ممكن مقطع من أغنية توبة).
أو غاضبة جداً من مثل (تنحشر معاه).
أو “أراقصون على جراح الأمة. حسبي الله ونعم الوكيل”.
عبير الغزاوي ردت تقول: “حتى الفرح لازم يكون ضمن قيود ومباديء… مش نستخف بعقول الناس وأذواقهم ونقول فرح”.
عايدة حجاج:
“يعني ما راح نفرح إلا إذا علمتونا نشوف هالأشكال والوقاحة اللي كانت موجودة.. هينا ملايين من الشعب فرحت لإنجاز ابن عجلون العنانزه الله يحفظه ويخليه لأهله (طفل حفظ كتاب الله).. يلا شمرو عن ذرعانكم واعملوله حفلة تكريم تذكرتها خمسة دنانير مكافأه له وتشجيع لغيره… بلاش بالعقبة أم الـ ٣٠٠ دينار التذكرة عشان تشوف واحد بتنطط.. اتقوا الله عشان يضل ربنا ساترها مع الأردنيين ومش ناقصنا سخط”.
حساب تحت اسم (سليل لولو): “بس حضرتكم مسؤولين عن المحتوى المؤثر على عقول الناس الكلها بتأدي للانحراف خاصة المراهقين”.
عماد حياري: “المهم العقل ما يكون فارغ المقاعد مقدور عليها”.
أسامة عابد: “عن أي فن تتحدث يا رعاك الله؟!!!! وهل تسمي هذا فناً؟!!! أما عقول معظم الناس التي تتنصل من مسؤوليتك عنها؛ فهي مسؤوليتك ومسؤولية كل مسؤول.
ما نعيشه من فنون مزعومة ما هي إلا تشوّه في الذوق وتشوّه الذوق فيه من تشوّه الأخلاق ما فيه”.
تعليق ساخر لعامر إبراهيم عبدالله: “طيب تمام فرحونا معاكم وزع شوكولاتة وطعمينا”.
منى العاهد: “يا محترم حسب اعتقادي إنه في عقد بينك وبينه ليه ما يكون في شروط على أي فنان أن يكون ملتزماً أخلاقياً وأن يكون محتشماً في لباسه وعدم الاختلاط بالجمهور وعدم الضم والعبط والبوس والدوس. وياللي ما بلتزم بأخلاقيات شعبنا ما يجيش على بلدنا”.
من بين 117 تعليقاً رافضاً وهازئاً وغاضباً ومكفراً، ناهيك عن التعليقات التي بالغت في غضبها ووصلت حد الإساءة الشخصية (المرفوضة) للنقيب، وجدنا تعليقاً واحداً مؤيداً كتبته آنا الجازي وسأنشره كما هو دون تصويب أو تدقيق أو تحرير:
“استغرب من الناس وتعليقاتها التي لاتمت للمنطق
يا جماعه أولا لا الدوله ولا نفابة الفنانين ونقيبها هم من يتعاقدون مع الفنانين. لأن هناك متعهدين عملهم التعاقد مع الفنانين
ثانيا هل الدولة أو نقيب الفنانين هم من يدفعون أجور الفنانين..طبعاً لا ..لأن المتعهد هو من يقوم بذلك
ثالثاً..تهاجمو الدولة والنقابة أولى يدفع المبالغ لتصليح الشوارع..هل الدولة تجبر المعهد أعطينا مالك لتصليح العقول عفواً الشوارع..ولماذا مهاجمة محمد رمضان بالذات ألف فنان جاء الأردن وعمل حفلات ..شمعنى قامة الدنيا على رمضان..وهل الدولة هي جاءت بالحضور أو النقابه..وملأت..المقاعد
الأفضل أن تبحثو عن موضوع حقيقي تتراشقون به ..بدل كل هذا الهراء. وكل الإحترام لنقابة الفنانين ورئيسها الأستاذ الخلوق محمد العبادي لأنك فعلاً نبر 1”.
على وجه العموم فإن محمد رمضان فنان إشكاليّ، وعادة ما تثير تصرفاته، أو تصريحاته، أو تعليقاته ردود فعل متباينة، وهو يواجه في مصر نفسها عديد المشاكل، فبعد تسببه بوفاة الطيار المصري أشرف أبو اليسر الذي سمح له الركوب مكانه في كابينة قيادة الطائرة، بعد أن وعده محمد رمضان بعدم نشر صوره وهو يقود الطائرة، ثم نكث بوعوده ونشر الصور، ما تسبب بطرد الطيار من عمله، ثم لاحقاً رحيله بجلطة مباغتة، ومطالبة القضاء المصري من محمد رمضان تعويض أسرة الطيار بمبلغ ستة ملايين جنيه مصري، بعد كل هذا وذاك، عاد القضاء المصري ولاحق رمضان الآتي من بيئة شعبية فقيرة في قضية أموال مزوّرة، وقبل كل ذلك كان بالكاد نفى عن نفسه تهمة مرافقة فنان (إسرائيلي) بحجة أنه لم يكن يعلم جنسيته!