نداء بوست- أخبار سورية- دمشق
فارق الكاتب والمخرج السوري غسان الجباعي الحياة يوم أمس الأحد، في مكان إقامته بدمشق، وذلك إثر وعكة صحية، تاركاً خلفه مسيرة فنية حافلة بالنضال ومواجهة الاستبداد.
وُلد الجباعي في مدينة قطنا بالقرب من دمشق عام 1952، لأسرة تنحدر من محافظة السويداء، وتدرج في تعليمه حتى حصل على إجازة في الأدب العربي.
بعد ذلك سافر إلى أوكرانيا ودرس في “معهد كاربينيكا كاري” الحكومي، وتخرج منه عام 1975، ومن ثَمّ تابع مسيرته الأكاديمية، ونال إجازة ماجستير في الإخراج المسرحي عام 1981.
عاد إلى سورية للعمل كممثل ومخرج مسرحي، قبل أن يعتقله النظام السوري أواخر عام 1982 بتهمة الانتماء لحزب البعث الديمقراطي، وبقي في السجن حتى عام 1991، وتنقل خلال تلك السنوات بين العديد من الأفرع أبرزها سجنَا تدمر وصيدنايا.
عقب خروجه من السجن، منعه النظام من التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكذلك منعه من ممارسة عمله كمخرج، كما منعه من السفر بعد اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011.
كتب الجباعي في المسرح نصوصاً ودراسات، كما كتب عدة روايات، وله كتاب أيضاً عن العلاقة بين الثقافة والاستبداد، وأخرج الكثير من العروض المسرحية، التي مُنع بعضها من العرض.
فعلى صعيد الكتابة الدرامية، قدّم: “تل الرماد”، و”طيارة من ورق” و”رمح النار” و”عمر الخيّام”، في حين كتب عدّة مجموعات في القصة القصيرة منها: “أصابع الموز” و”الوحل”، ورواية “قمل العانة”، وكذلك جرّب الشعر في “رغوة الكلام”.
أما أبرز أعماله المسرحية فهي: “جنراليوس” و”الشقيقة” و”بودي الحارس” بالإضافة إلى عدد من الدراسات النقدية مثل “الثقافة والاستبداد” و”المسرح في حضرة العتمة”،
وكذلك عمل على إنتاج أفلام وثائقية أيضاً حول أدب السجون، وكلّها يقع خارج القوس التجاري، وبمواضيع تواجه السلطتين السياسية والمجتمعية.
ومنع النظام مسرحيته “مقتل السهروردي” من العرض عام 2007، كما لم يتم تصوير أو أرشفة أي عمل مسرحي له من قِبل تلفزيون النظام.