نداء بوست -أخبار سورية- غازي عنتاب
رحل اليوم الكاتب والقاصّ السوري صبحي دسوقي, مؤسِّس ورئيس ملتقى الأدباء والكُتاب السوريين ورئيس تحرير صحيفة “إشراق”, في مدينة مرسين التركية, بعد معاناته مع المرض.
وصبحي دسوقي, من مواليد مدينة الرقة في عام 1957, ودرس في “دار المعلمين” في حمص في العام 1972, وانتُدب أثناء الخدمة الإلزامية كصحافي في مجلة “بالمرصاد” العسكرية, في بداية حياته العملية.
اهتم صبحي منذ الطفولة بقراءة كل ما يقع في يده من مجلات وصحف وكتب، واكتشف معلموه في المرحلة الابتدائية موهبته في الكتابة، فصاروا يطلبون منه إلقاء بعض المواضيع التي يكتبها على زملائه في الصف والصفوف الأخرى أيضاً. ويقول في إحدى المقابلات: “في عام 1972، كنت طالباً في الصف الأول الإعدادي حين كتبت أول مقال نقدي يتحدث عن بعض التناقضات في شعر نزار قباني، وتم نشره في مجلة الطليعة السورية، وفي عام 1972 نشرت أول قصة لي في مجلة الموقف الأدبي”.
كما صعد خشبة المسرح بوقت مبكر, وشارك في بعض الأدوار التمثيلية المسرحية إلى أن أسس فرقة للمسرح الجوال، وبدأ يعرض مسرحياته في المناطق الريفية والقرى خارج وداخل محافظة الرقة وبدعم من رابطة الشبيبة الريفية.
وألف دسوقي عدداً من المسرحيات وشارك أكثر من مرة في مهرجانات المسرح العمالي في مدينة دمشق، فضلاً عن المهرجانات المسرحية لمنظمة طلائع البعث بصفة ممثل أو مخرج أو مؤلف، ونتيجة لذلك صار لديه علاقات جيدة بمخرجين وممثلين وكُتاب مسرحين وأدباء كبار أمثال سعد الله ونوس وممدوح عدوان وغيرهم، حيث سانده كثير منهم وشجعوه في بداية مشواره.
وكان يحرص على حضور معظم الفعاليات الثقافية والأدبية، وتعرف على معظم الأدباء والكتاب والمسرحيين في مدينة حمص, حيث كان يدرس, فكان في حمص كما قال الراحل في أحد لقاءاته: “عشرات المنابر الثقافية وعلى نطاق أوسع، مثل نادي دوحة الميماس، ونادي الخيام، وفرع اتحاد الكتّاب والجامعة، إضافة للمركز الثقافي الذي شكّل ظاهرة حضارية مهمة جداً من خلال الأمسيات الأدبية والندوات الأسبوعية” وأضاف “كانت كل تلك المنابر تعقد الأنشطة الثقافية بشكل مستمر وبحضور أدباء وشخصيات عربية وسورية أمثال محمود درويش ونزار قباني وسميح القاسم وشاكر السماوي وغيرهم”.
وعندما قام بطباعة مجموعته القصصية الأولى، والتي ضمت قصة بعنوان “المنشورات توزع الليلة”، رُفضت القصة من قِبل السلطة، إلى أن عرضت عليه دار نشر لبنانية نشر المجموعة، فدخلت إلى سورية وشاركت في معرض مكتبة الأسد، ولكن بعد أربعة أيام، جاء الأمن فصادرها وقام بإتلافها.
وواجه الكاتب الراحل كثيراً من حالات المنع لكتاباته وقصصه، فبين العامين 2007 و 2009 صدرت له مجموعتان قصصيتان عن طريق اتحاد الكُتاب، ولكن تم استبعاد ومنع خمس قصص من كل مجموعة.