نداء بوست- أخبار ثقافة وفن- الشارقة
رحل اليوم الجمعة الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب، بمستشفى الجامعة في مدينة الشارقة بالإمارات بعد صراع مع المرض.
والنواب من مواليد عام 1934 ووُلد في بغداد ويعود أصله لعائلة شيعية أرستقراطية تُقدِّر الفن والشعر والموسيقى، وعُرف بمعارضته الشديدة للحكومات العراقية المتعاقبة، كما يُعَدّ من أبرز الشعراء في العراق خلال العصر المعاصر، كما وُصف بأنه “أحد أشهر شعراء العراق في العصر الحديث”.
أظهر النواب موهبة شعرية منذ سن مبكرة، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة بغداد وأصبح مدرساً، لكنه طُرد لأسباب سياسية عام 1955 وظل عاطلاً عن العمل لمدة ثلاث سنوات، في وقت صعب على أسرته التي كانت تعاني من ضائقة مالية. والتحق بالحزب الشيوعي العراقي وهو لا يزال في الكلية، وتعرض للتعذيب على يد الحكومة الهاشمية. بعد الثورة العراقية عام 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي.
في مطلع الستينيات تم تعيينه مفتشاً في وزارة التربية والتعليم، حيث اضطُرّ لمغادرة العراق إلى إيران (الأهواز بالتحديد وعن طريق البصرة)، بعد اشتداد المنافسة بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا للملاحقة والمراقبة الصارمة من قِبل النظام الحاكم. وتم اعتقاله وتعذيبه من قِبل المباحث الإيرانية (السافاك) وهو في طريقه إلى روسيا، قبل إعادته قسراً إلى الحكومة العراقية.
الهارب من الإعدام
أصدرت محكمة عراقية حكماً بالإعدام بحقه بسبب إحدى قصائده، وخُفف فيما بعدُ إلى السجن المؤبد. وفي سجنه الصحراوي واسمه نقرة السلمان القريب من الحدود “السعودية-العراقية”، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نُقل إلى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.
هرب من السجن بحفر نفق وبعد الهروب المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد، وظل مختفياً فيها ثم سافر إلى جنوب العراق وسكن (الأهوار)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالَيْ سنة وانضم إلى فصيل شيوعي سعى إلى قلب نظام الحكم.
وفي عام 1969 صدر بيان العفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية فشغل منصب مدرس في إحدى المدارس.
ثم غادر بغداد إلى بيروت في البداية، وبعدها انتقل إلى دمشق، وظل يسافر بين العواصم العربية والأوروبية، واستقر بهِ المقام أخيراً في دمشق.
تعرض لمحاولة اغتيال في اليونان في عام 1981. وقد اشتهر بقصائده الثورية القوية والنداءات اللاذعة ضد الطغاة العرب، وعاش في المنفى بالعديد من البلدان، بما في ذلك سورية ومصر ولبنان وإريتريا، حيث أقام مع المتمردين الإريتريين، قبل أن يعود إلى العراق في عام 2011.
جدير بالذكر أن النواب يُلقَّب بالشاعر الثوري؛ لأن شعره كان حافلاً بالرموز الثورية العربية والعالمية، واستخدم عمله في إثارة مشاعر الجماهير العربية ضد الأنظمة القمعية والفساد السياسي والظلم.
ويحفظ الجمهور العربي قصائد عديدة للنواب، سواء بالعامية أو الفصحى، فقد قدمها مشاهير الغناء العربي بحناجرهم، ومما اشتهر له أغنية ”مرينا بيكم حمد“ و“حن وآنه أحن“ وغيرها التي أداها الفنان العراقي ياس خضر بألحان طالب القرة غولي.