نداء بوست – عمّان – محمد جميل الخضر
اختار رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة درب الخصومة مع مواطن اتهم زوجته بالكسب غير المشروع مستفيدة من منصب زوجها.
إذ تداولت الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل في الأردن، خبراً مفاده أن الخصاونة قدم شكوى لدى المّدعي العام ضد المواطن كميل الزعبي من مدينة الرمثا شمالي الأردن، وفي حال قبول المدّعي العام بالتوصيف القانوني الذاهب إلى أن ما قام به المُدّعى عليه يؤدي إلى "إثارة الفتن في المجتمع"، فإن المحكمة المخوّلة النظر بتهمة كهذه هي محكمة أمن الدولة.
الزعبي واحد من مئات التجار الذين يقطنون مدينة الرمثا الحدودية، ويُطلق عليهم لقب "البحّارة"، وإضافة إلى التضييق الحكومي عليهم في السنوات الأخيرة، فإن جائحة كورونا أتت وزادت ضيقهم ضيقاً، وصارت لقمة عيشهم مغموسة بالدم والعنت، وبعضهم لم يدخل جيبه دينار واحد منذ أكثر من عامين.
"البحّارة" يمثّلون الجانب الشعبي من تجارةٍ عابرةٍ للحدود، كان يستفيد منها المواطنون العاديون شمالي الأردن وجنوبي سورية (درعا وما حولها)، وهم بجلّهم ينتسبون إلى سهل حوران ويرتبطون فيما بينهم بعلاقات قربى ونسب وجوار متجذر.
ويبدو أن حكومتَي البلدين لا تريدان لهذا النوع من التجارة أن يظل قائماً، كون التجّار من الجانبين فيه لم يكونوا يدفعون رسوماً جمركية ولا ضرائب، رائين أن كل سكان المناطق الحدودية في العالم يستفيدون من طبيعة سكناهم هذه، تماماً مثلما أنهم يقبلون بما قد يرتبط بسكنى التخوم من مخاطر.
ويبدو أن ما أقدم عليه المواطن الموقوف حالياً، جاء بتأثير ضغوطات اقتصادية صعبة يواجهها الرجل وأسرته، وبحسب موقع "هوا الأردن" يعاني الزعبي هو وأسرته "الفقر المدقع بعد أن سدّت منافذ سورية أمام البحّارة في الرمثا وهو واحد منهم".
بعض المراقبين يرون بشكوى رئيس الوزراء سابقة لم تتعوّد عليها العلاقة بين المواطن والمسؤول في الأردن، إذ يقابل أصحاب المناصب العليا، بمن فيهم رؤساء وزراء سابقون (عمر الرزاز على سبيل المثال)، مثل هذه التعديات والتطاولات بغض الطرف والتجاوز والتسامح.
في هذا السياق كان طلب الملك عبد الله الثاني بن الحسين من رئاسة الوزراء كشفاً بكل الموقوفين بتهمة إطالة اللسان، ليأمر بالإفراج عنهم.
يقول الإعلامي الأردني إبراهيم قبيلات عضو مجلس نقابة الصحافيين، حول ما قام به الخصاونة: "كان على الخصاونة الحامل درجتي الماجستير والدكتوراة في القانون من جامعة لندن، أن يكرّس تقليداً ديمقراطياً حضارياً أسوة بالملك عبد الله الثاني الذي كان سباقاً في توجيه الحكومة لحصر قضايا إطالة اللسان لإصدار عفو خاص عن مرتكبيها، لكنه لم يفعل".
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية