نداء بوست- أخبار سورية- حلب
شكلت مكتبات حلب السورية ذاكرة لسكان المدينة ومقصداً رئيسياً لمثقفيها وطلابها وغيرهم من المهتمين بالشأن الثقافي، وكان لا يخلو شارع من شوارعها من مكتبة تعكس وجه الألق الفكري والحضاري الذي كانت تتمتع به عاصمة الشمال السوري.
واستمرت مكتبات حلب في الحضور حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي ضمن المشهد الثقافي والفكري وكانت أهمها تنتشر في أحياء “حلب القديمة” و”الجميلية” و”شارع القوتلي العريق”، قبل أن تعصف بها رياح التغيير وتتحول إلى مشاريع تجارية بعيدة عن الكتب والقراءة، تحت تأثير الضائقة الاقتصادية وبروز دور شبكة الإنترنت محلها.
غيّبَ التطور العلمي وانتشار الكتب الإلكترونية دور المكتبات والكتاب، وأصبح الوصول إلى أمهات الكتب أمراً متاحاً أمام الجميع، ولا يستغرق الجهد والمال، عدا تدهور الوضع المعيشي وانحدار الاقتصاد السوري وانهيار قيمة العملة، الأمر الذي دفع السكان إلى البحث عن “الرغيف قبل الكتاب”.
وتعتبر المكتبات في حلب خلال الستينيات والسبعينيات تشكل الرئة التي كانت متنفساً لقراء الكتب والمهتمين بالشأن الثقافي ثم منتجين له، خاصةً المكتبات العريقة كمكتبة “الأصمعي” وعجان” الحديد”، التي دمرها النظام السوري بالقصف على مدينة حلب، واستمرت مكتبة “عجان الحديد” قُرابة 220 عاماً بلعب دور ثقافي فريد في حلب، قبل أن تتحول إلى محل تجاري لبيع الأقمشة وآلات الخياطة