”نداء بوست“ – أخبار سورية – أبو ظبي – خاص:
قال المفكر الإسلامي السوري د محمد حبش إن مرسوم رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي نص على إلغاء منصب المفتي في سورية يعتبر امتداداً لنهج الاستبداد الذي تعاني منه سورية طيلة العقود الماضية والمستمر حتى هذه اللحظة.
وبيّن حبش في تصريحات خاصة ل"نداء بوست" أن "إنهاء تكليف المفتي حسون وإلغاء منصب الإفتاء هو صورة لفشل الدولة وفشل المؤسسات وانهيارها بسبب الاستبداد المستمر الذي يحول دون تقديم مراجعات حقيقية لأداء المؤسسات الرسمية وارتباط كل المسائل بشخص الديكتاتور الذي يقرر متى وأين وكيف يريد أن يغير كل شيء".
وأضاف في حديثه "في الواقع لا أكتم موقفي من عدم قناعاتي بوجود حاجة لافتاء حكومي، مع أني مؤمن أن هناك دور لعلماء الدين ليبينوا مسائل الشريعة"، معتبراً أن "تخصيص منصب حكومي لشخص يدار من قبل الدولة ويصدر الفتاوي التي ترضيها يعتبر امراً سيئاً وقد طبق خلال كل فترة الحرب،حيث كانت الأخطاء تتكرر كل يوم خلال السنوات العشر ولكن لم يجد الاستبداد سبباً لاتخاذ أي إجراء".
كما أشار المفكر السوري إلى أن هذا الإجراء "يتم الآن ولكن بحسابات مختلفة لا علاقة لها بالحوكمة المنطقية والموضوعية، ولا علاقة لها بمصلحة الدولة، وإنما تأتي في إطار نزاعات معروفة بين الوزير والمفتي حيث أن ما جرى مؤشر سيء على ركوب الفوضى وعدم الوصول إلى نتائج".
وبخصوص المجلس الفقهي الذي أناط به الأسد مهمة الإفتاء بدلاً من مفتي الجمهورية قال حبش "من جانب أخر فإن توجه النظام لإلغاء منصب المفتي ليس توجهاً نحو الحرية ما سيتم الآن هو استبدال المفتي بمجلس الفقهاء وهو سلطة من نوع أخر هي سلطة تدار بشكل كامل من الحكومة ويخشى أن تتحول لأداة طمع وبطش وهي تمثل بشكل أو بآخر سلطة حكومية حقيقية لديها من الأدوات ما لا يتوفر لمنصب المفتي الذي كان في النهاية منصباً شرفياً".
وأوضح أن "هناك خوف مزدوج من خلال الخوف من انهيار مؤسسات الدولة وخوف من التأسيس لمجلس قد يتحول لمجلس رقابة على المفكرين والأحرار وإصدار فتاوى الحرمان والإبعاد، وهذا ما كان منصب المفتي لا يكفي لإجراء الخيارات وهناك مخاوف حقيقية من تغول هذا المجلس الموعود على التفكير والاجتهاد وحرية الرأي في سورية".
من جهته علّق المجلس الإسلامي السوري في تصريح خاص بـ "نداء بوست" على قرار رئيس النظام السوري، بشار الأسد بإلغاء منصب "مفتي الجمهورية“ وإنهاء صلاحيات المفتي الحالي أحمد بدر الدين حسون، جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم المجلس الإسلامي الشيخ مطيع البطين الذي قال إن المشكلة ليست في شخص وأداء حسون، والأخطاء الكبيرة والقاتلة التي كان يرتكبها، وأوضح الشيخ البطين أن ”المسألة الآن هي حول منصب الإفتاء، والذي له مكانة كبيرة في قلوب السوريين، وعن رمزية الإفتاء أيام الشيخ أبو اليسر عابدين والشيخ الأسطواني الذين كانوا ينتخبون انتخاباً من قبل العلماء الكبار الذين هم أهل لأن يختاروا من بينهم من يحتل هذه المكانة الرفيعة التي لها تأثير كبير على جميع مناحي الحياة“.
وتضمن مرسوم الأسد أيضاً، تعزيز دور "المجلس العلمي الفقهي" وتوسيع صلاحياته، لتشمل "تحديد مواعيد بدايات ونهايات الأشهر القمرية والتماس الأهلة وإثباتها وإعلان ما يترتب على ذلك من أحكام فقهية متصلة بالعبادات والشعائر الدينية الإسلامية".
كذلك أوكل المرسوم للمجلس مهمة "إصدار الفتاوى المسندة بالأدلة الفقهية الإسلامية المعتمدة على الفقه الإسلامي بمذاهبه كافة، ووضع الأسس والمعايير والآليات اللازمة لتنظيمها وضبطها".