نداء بوست -حوارات- خاص
علق د.إبراهيم ديوب أستاذ العقيدة والأديان في جامعة آرتقلو/ ماردين التركية، على مسألة إلغاء نظام الأسد لمنصب مفتي الجمهورية، بقوله: " قرار إلغاء منصب مفتي الجمهورية العربية السورية له أبعاد دينية وأبعاد سياسية"
وأضاف ديبو الذي شغل سابقاً منصب رئاسة قسم أصول الدين في كلية الشريعة بجامعة حلب، في حديثه لـ “نداء بوست" أن ما قصده بالأبعاد السياسية هي "العلاقات الإيرانية مع النظام السوري، خصوصاً في مرحلة الثورة السورية، حيث تطورت العلاقات العسكرية، وزادت الحاجة للاستعانة بالإيرانيين لتهجير السوريين، والقضاء على الثورة السورية"
أما البعد الديني لهذا الإجراء، ربطه "د" ديبو بالممارسات الدينية التي انتهجها الإيراني منذ بداية تدخله في سورية، وتمكينه من الأماكن التي يعتبرها "مقدسات شيعية"، والسماح له بإقامة الحوزات وتشييع الناس.
واستدرك " أن جميع هذه الممارسات هي هدف أساسي، ولا بد أن تتلوها خطوة تسمح لأن يكون لهم المشاركة بالقرار الديني، من خلال المجلس الفقهي الذي أنشأوه، لذلك هذه غاية حاضرة لديهم ويخطط لها، فبعد أن عملوا على تهجير السوريين، وإبعادهم عن بلادهم، واحتلال بيوتهم وشراء عقاراتهم، يريدون أن يغيروا في التركيبة السكانية، وفي الهوية السورية (الهوية الوسطية السنية).
وأكّد ديبو، على أن هذا التغيير والذي يعتبر غاية أساسية، لا بد أن يتم من خلال إلغاء منصب المفتي، وان يكون البديل عن ذلك مجلس يضم علماء من السنة وعلماء من الشيعة.
وتابع " يهدف أيضاً هذا الإجراء، إلى فتح الطريق أمام مؤسسة الأوقاف لتغيير أي قضية دينية، والجميع يعرف كيف يتم اختيار وزير الأوقاف، حيث أن أهم معيار للانتقاء هو شدة الولاء للسلطة، ولحزب البعث، ولهذا فهو منصب سياسي في الدرجة الأولى، وعندما يعين أي وزير أوقاف لابد أن يقدم الطاعة الكاملة"
وأردف د.إبراهيم "لهذا حين نسمع تصريح وزير الأوقاف بأننا نسير باتجاه دولة علمانية نفهم لماذا يتم إلغاء منصب المفتي، الدولة العلمانية يسعون إليها ويكون فيها مجالس فقهية تهتم بقضايا الدين، ثم بعد ذلك الذي يصدر عن هذه المؤسسة، هو مسألة أوقاف ومسائل دينية خاصة، من أجل إبعاد العلماء وتأثيرهم، وهو ما عمل عليه النظام، منذ أيام حافظ الأسد، عندما كان يؤتى بالمفتي تعييناً"
وأوضح أنه عندما اختاروا المفتي أحمد حسون، اختاروه بسبب مواقفه وتصريحاته التي "تضيّع الهوية الإسلامية"، وعلى اعتبار أن "المنصب هو واجهة سورية التي تعبر عن المكون السني الوسطي في بلاد الشام، استغلوا هذا المنصب، وعينوا فيه شخصاً يدافع عن بشار الأسد، ويقول كلاماً خطيراً بحق الشعب السوري"
وختم ديبو بالقول " حقيقة المجلس الفقهي الذي يعتبرونه ممثلا لكل السوريين، هو زيادة حدة الطائفية، فالمرسوم يسمح بإدخال غير السوريين في المجلس وهنا تكمن الأهداف السياسية والدينية وراء إلغاء منصب المفتي"