نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
تمارس الجهات الرسمية في الأردنّ عدم الوضوح المقصود حول سيرة الغاز الطبيعي، وَالاختلاف بين ما تحتاجه المصانع من هذا الغاز، وحصة الإنتاج المحليّ منه، والحصة الأكثر غموضاً، أي تلك المتعلقة بما يجري استيراده من الغاز الطبيعي والمُسال.
بحسب بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، فقد بلغ في العام 2021، معدل الكميات المستهلكة، يومياً، من الغاز الطبيعي في الصناعات 24 مليون قدم مكعب.
تلك البيانات الغامضة في جزء منها، أشارت إلى أن إنتاج حقل الريشة الأردني من الغاز بلغ خلال عام 2021 نحو 6510 ملايين قدم مكعب، أي بمعدل يوميّ وصل إلى 17.8 مليون قدم مكعب، وبارتفاع مقداره 22% عن عام 2020. نحن، إذاً، نتحدث عن فَرْق بين المنتج محلياً، وبين حاجة المصانع يزيد قليلاً على ستة ملايين قدم يومياً، وهي كمية قليلة نسبياً، قياساً مع أرقام الغاز الطبيعي في العالم، التي يجري خلالها الوصول، بكل بساطة، إلى خانة التريليون عندما نتحدث عن إنتاج قطر من الغاز على سبيل المثال.
وبمتابعة بيان وزارة الطاقة الأردنية، الذي يشير صراحة إلى توجُّهات رفع القدرة الإنتاجية لحقل الريشة إلى نحو 32 مليون قدم يومياً، فنحن هنا نتحدث عن فائض إنتاج، وليس عن نقص، يجري تعويضه، -بحسب البيان نفسه- من مصر، ومن شركة “شيفرون” دون أي إشارة لموطن هذه الشركة وجنسية أصحابها وأرض إنتاجها، كما يجري تعويضه -بحسب البيان- من مخرجات ميناء الشيخ صباح للغاز الطبيعي المُسال في العقبة، بالإضافة طبعاً للغاز المنتج من حقل الريشة.
وبحسب تقرير الوزارة المنشور على موقعها الإلكتروني، تعمل شركة تطوير العقبة بالتعاون مع الوزارة وشركة الكهرباء الوطنية على تطوير ميناء الشيخ صباح للغاز الطبيعي المسال ببناء وحدة (تغييز) شاطئية بقدرة 400 مليون قدم مكعب يومياً والعمل على استبدال وحدة التخزين والتغييز العائمة الحالية بوحدة تخزين عائمة أخرى، حيث تمت الإحالة على شركة استشارية لإعداد الدراسات الهندسية والتصاميم الأولية ووثائق العطاء ومن المتوقع الانتهاء من أعمال المشروع وتشغيله خلال عام 2024.
وفي إطار تشجيع استخدام الغاز الطبيعي في القطاعات كافة، أشارت الوزارة إلى أنه تم افتتاح مشروع تزويد المجمع الصناعي في العقبة التابع لشركة مناجم الفوسفات الأردنية بالغاز الطبيعي.
وجاء افتتاح المشروع العام الماضي في إطار الاتفاقية التي وقّعتها شركة الفوسفات مع شركة “فجر” الأردنية المصرية لنقل وتوريد الغاز الطبيعي بهدف تزويد المجمع الصناعي في العقبة بنحو أربعة ملايين قدم مكعب يومياً من الغاز الطبيعي.
وشركة “فجر” هذه هي التي نفذ نشطاء حملة “غاز العدو احتلال” قبل أيام قليلة، أمام مقرها في العاصمة الأردنية عمّان، وقفة احتجاجية، حيث يقول ناشطو الحملة: إنها التي نفّذت مد خط أنابيب يوصل الغاز الفلسطيني المسروق من إسرائيل إلى الأردن، ما يعني أن إحالة العطاء عليها، ما هي إلا غطاء لاستيراد الغاز الفلسطيني التي تضع إسرائيل يدها عليه، وتغتصب هُوِيَّته، وتستثمره بوصفه غازاً إسرائيلياً.
في سياق متصل، صدر قرار عن مجلس الوزراء الأردني بالموافقة على تسعير الغاز الطبيعي المنتَج من حقل الريشة الغازي للمستهلكين من القطاع الخاص، لخلق بيئة مشجعة للاستثمار من خلال جذب المستثمرين لبناء مشاريع استثمارية معتمدة على غاز الريشة سواء في المناطق الشرقية، أو في المناطق التي ستتمكن من الاستفادة من الغاز الطبيعي المضغوط، أو الغاز الطبيعي المسال.