نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
لم تنجح عمليات "التسوية" التي فرضها نظام الأسد وحلفاؤه على درعا منتصف تموز/ يوليو عام 2018 ومطلع أيلول/ سبتمبر الفائت في وضع حدّ لعمليات ومحاولات الاغتيال شِبه اليومية والتي بلغت -حسب ما وثق مكتب "توثيق الشهداء"- في درعا 1084 عملية ومحاولة اغتيال أدت لمقتل 685 شخصاً بين مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة ومدنيين ومقاتلين حكوميين، وذلك بين الفترة الممتدة من التسوية الأولى إلى التسوية الثانية.
ومع بداية إجراء التسوية الثانية مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي ارتفعت وتيرة الاغتيالات بشكل كبير حيث وصلت في شهر أيلول/ سبتمبر إلى 47 عملية اغتيال ومن بين الضحايا طفل و 6 من مقاتلي المعارضة السابقين.
كما وصلت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر إلى 36 عملية بينهم ثلاثة أطفال و10 من مقاتلي المعارضة.
أما في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر فقد بلغت 41 عملية، بينهم سيدتان وطفلة و 9 من مقاتلي المعارضة.
واختتم العام في شهر كانون الأول/ ديسمبر بـ31 عملية، وبينهم سيدتان و 11 من مقاتلي المعارضة.
عمليات الاغتيال التي وقعت خلال العام تمت في معظمها بإطلاق النار المباشر وتفجير العبوات الناسفة وطالت في كثير منها مقاتلي المعارضة السابقين رغم انخراطهم في عمليات التسوية الأخيرة وجميعها تُسجَّل ضد مجهول وسط اتهامات للنظام وعملائه بالوقوف وراء هذه الاغتيالات بغية التخلص من الثوريين في المحافظة لتعزيز قبضته الأمنية وترجمة اتفاقية التسوية على أرض الواقع.
كما أن عمليات استهداف عناصر وضباط النظام وهي العمليات التي تصاعدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ولاسيما بعد إعلان النظام إنهاء التسويات التي وصفها أهالي المحافظة بجباية أموال ونهب للجيوب تحت التهديد توجهت أصابع الاتهام فيها إلى أجهزة النظام الأمنية ذاتها لإيصال رسالة للروس مفادها أن عناصر النظام وقوات الشرطة العسكرية الروسية هي محطّ استهداف في درعا في محاولة منها لإعادة نشر الحواجز العسكرية والأمنية التي تم انسحاب العديد منها من درعا بأمر روسي ورغماً عن النظام بعد الانتهاء من التسويات في المحافظة.
أما الاغتيالات المدنية فكانت في غالبيتها لغايات انتقامية فضلاً عن تصفية لتجار المخدرات فيما بينهم.
هذه الاغتيالات التي وصفها النظام على لسان المتحدث باسم لجان المصالحة عمر رحمون بالأمر الطبيعي في منطقة شهدت حروباً طاحنة خلال عشر سنوات.
موجة اغتيالات عارمة عصفت بدرعا خلال عام 2021 استهدفت قادة سابقين وناشطين معارضين ومقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، كما أن الاغتيالات التي طالت قوات النظام واستهدفت مقراته جميعها كانت مفتعلة وتصبّ في مصلحة نظام الأسد لتحقيق مآربه في درعا التي عجز عن تحقيقها منذ بَدْء اتفاقيات التسوية التي فرضها النظام برعاية روسية على درعا.