نداء بوست- أخبار سورية- واشنطن
نشرت مجلة “فوربس” الأمريكية، تقريراً مطولاً يوم أمس السبت، ناقشت فيه الأحداث الأخيرة التي شهدها ريف حلب، ودخول هيئة تحرير الشام المنطقة، والنتائج المترتبة على انتصارها السريع هناك.
وقالت الصحيفة: إنه في الأيام العشرة الماضية، قامت هيئة تحرير الشام، بإرسال مقاتليها من إدلب إلى منطقة عفرين، وانتقلوا إلى البلدات والمعابر الحدودية شمالاً، بدون قتال.
كانت المناطق التي استولت عليها هيئة تحرير الشام تحت سيطرة الحكومة السورية المؤقتة وقواتها المسلحة في الجيش الوطني السوري، ليصبح هذا الحدث أول تبادُل رئيسي للأراضي بين الأطراف الفاعلة منذ عامين.
وانسحبت تحرير الشام من المنطقة بسبب الضغط التركي، وعلى الرغم من انسحابها، إلا أنها ما زالت تحتفظ بنفوذ في المنطقة من خلال حلفائها داخل الجيش الوطني السوري.
وأدى الارتفاع المفاجئ لقوات هيئة تحرير الشام في شمال غربي سورية، إلى زعزعة السلام الهشّ الذي كان قائماً منذ منتصف عام 2020.
النتائج الثلاث لاستيلاء هيئة تحرير الشام على عفرين
تقول الصحيفة: إن انتصار هيئة تحرير الشام في عفرين أثبت ثلاثة أشياء، وأظهر أن الهيئة قوة لا يستهان بها حتى خارج إدلب.
أولاً: كشف الانتصار السريع لهيئة تحرير الشام في عفرين عن الطبيعة الحقيقية للجيش الوطني السوري، حيث بدا أضعف مما كان يُعتقد عموماً، ولن يكون لديه فرصة للبقاء حتى ليوم واحد دون دعم تركي.
ثانياً: كشف استيلاء هيئة تحرير الشام على أن سُوء الإدارة كان عاملاً مهماً يسمح بالانهيار السريع لنظام الحسابات القومية، فبالرغم من أن معظم الأكراد في عفرين يحتقرون هيئة تحرير الشام أيديولوجياً وسياسياً، إلا أن البعض أكدوا أنهم يفضلون إدارة الهيئة بدلاً من فصائل الجيش الوطني.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد أن سيطرت هيئة تحرير الشام بالكامل على المدينة، تواصلت وطمأنت المواطنين من جميع الانتماءات العرقية من خلال بيان قالت فيه: “نودّ أن نخص إخواننا الأكراد؛ هم السكان الأصليون لهذه المناطق، وبالتالي، فمن الصواب أن نحميهم ونقدم لهم الخدمات”.
ثالثاً: أظهر استيلاء هيئة تحرير الشام على عفرين أنه من غير المرجح أن يكون للحكومة السورية المؤقتة، ولا التنظيم الأم، الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أي دور في مستقبل سورية.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من عدم دعوة حكومة الإنقاذ المدعومة من هيئة تحرير الشام والإدارة الذاتية التابعة لقسد إلى أي منصات دولية تناقش الحل السياسي في سورية، إلا أنها ستكون قوى داخلية أو خارجية، يجب على أصحاب المصلحة أن يحسبوا حساباً لها بسبب الدعم الذي حصلوا عليه من الجمهور بسبب أدائهم الحوكمة الأكثر موثوقية نسبياً.
وأضافت: “يبدو المستقبل قاتماً بالنسبة للجيش الوطني السوري، إنه غير قادر على ترسيخ وجوده كقوة سياسية وعسكرية يمكن الاعتماد عليها، ولديه ممارسات حكم رديئة، وذلك في الوقت الذي يتحدث فيه المسؤولون التنفيذيون الأتراك والنظام السوري عن اجتماع محتمل، وكون سورية مجرد جزء واحد من العلاقات المعقَّدة العميقة بين تركيا وروسيا، فإن الجماعات السورية الموالية لتركيا لن يكون لها سوى القليل من التأثير على مستقبلها”.