نداء بوست- أخبار سورية- أنقرة
جدد رئيس حزب “المستقبل” التركي المعارض أحمد داود أوغلو، إدانته لمجزرة الغوطة الشرقية التي ارتكبتها قوات النظام السوري عام 2013 باستخدام الأسلحة الكيميائية، والتي راح ضحيتها أكثر من 1144 مدنياً.
وقال داود أوغلو في تغريدة بمناسبة الذكرى التاسعة للمجزرة: “أدين مرة أخرى الهجوم الكيماوي الذي نفذه النظام السوري في الغوطة قبل 9 سنوات، وأترحم على من فقدوا أرواحهم في الهجوم الذي سجلته الأمم المتحدة كجريمة حرب”.
وأضاف رئيس الوزراء التركي السابق: “لا يمكن بناء السلام بمنأى عن ضمير الإنسانية”، فيما يبدو أنها إشارة إلى التصريحات التي أطلقها المسؤولون الأتراك مؤخراً بخصوص التقارب مع نظام الأسد.
ويوم السبت الماضي، حذر داود أوغلو حكومة بلاده من الانجرار وراء المطالب الروسية والتطبيع مع النظام السوري وتسليمه اللاجئين قبل تطبيق القرار 2254.
وأعرب داود أوغلو حينها عن انزعاجه من تقارب تركيا مع النظام السوري، وقيام أردوغان بمنعطف نزولاً عند رغبة روسيا.
وقال: “لقد تحوّلوا جميعاً ليس جاويش أوغلو فقط بل أردوغان ودولت بهتشلي، فقط لأن بوتين يريد ذلك، في حين أن النظام لا يقوم بأي خطوات، كما في العلاقات مع مصر، وكأنهم يتفضّلون على تركيا.. إذا تم تطوير العلاقات بهذا الشكل فإن تركيا ستعاني من ذلك”.
وأشار إلى أن النظام غير مستعد لصنع السلام في سورية، مضيفاً: “الأسد كان سبباً في مقتل قرابة 600 ألف مدني، من بين هؤلاء مَن ماتوا بالأسلحة الكيميائية، كيف سيثق اللاجئون بهذا النظام؟ ولو افترضنا أنهم عادوا بالتوازي مع ضمانات بعض الأطراف، ماذا سيفعل هؤلاء إن عاد نظام الأسد ونقض عهده في تقديم الضمانات؟ هؤلاء سيعودون مرة أخرى إلى واقع اللجوء، لا يمكن أن تتحقق عودة اللاجئين إلاّ بتطبيق القرار 2254”.
كذلك أشار داود أوغلو إلى أن “التخلي” عن أحياء حلب الشرقية أواخر عام 2016، وفق تفاهمات “تركية – روسية”، شكّل منعطفاً مهماً في ازدياد أعداد اللاجئين القادمين من سورية وقتئذ.
وشدد على أنّ الضمانات التي قد تقدمها روسيا ونظام الأسد في سبيل عودة اللاجئين لن تكون موضع ثقة، مما قد يدفع بالنازحين المتواجدين في مناطق إدلب لتشكيل موجة لجوء جديدة باتجاه تركيا.
وجاءت تصريحات داود أوغلو هذه في وقت تتوالى به التصريحات التركية الرسمية التي تشير إلى وجود مقاربة جديدة لدى أنقرة بشأن سورية، تقوم على أساس التطبيع مع النظام بقصد محاربة “قسد” وإعادة اللاجئين إلى مناطق سيطرته.
ويوم الجمعة الماضي، قطع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشك باليقين بخصوص إمكانية التطبيع مع الأسد بقوله: “يتوجب علينا الإقدام على خطوات متقدمة مع سورية يمكننا من خلالها إفساد العديد من المخططات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي”.
وأضاف في معرض رده على سؤال حول إمكانية إجراء محادثات مع النظام السوري: “الحوار السياسي أو الدبلوماسي لا يمكن التخلي عنهما تماماً بين الدول، ويمكن أن تتم مثل هذه الحوارات في أي وقت ويجب أن تتم”.
وأردف أردوغان: “هناك مقولة مفادها أنه “يتوجب عدم قطع العلاقة حتى لو كانت بمستوى خيط رفيع، لأنها تلزم يوماً ما”، مشيراً إلى أن تركيا ليس لديها هدف من قَبيل الانتصار على بشار الأسد، وكافة الخطوات التي تقدم عليها في سورية هدفها “مكافحة الإرهاب”.