نداء بوست – عبد الله العمري – شمال شرق سورية
كثّفت خلايا تنظيم “داعش” خلال الآونة الأخيرة من وتيرة هجماتها ضد النقاط العسكرية التابعة لقوات سورية الديمقراطية “قسد”، وكذلك نقاط تمركز الميليشيات الإيرانية وقوات النظام في مناطق متفرقة من محافظات شمال شرق سورية.
وجاءت عمليات داعش ضد عناصر “قسد” بالتزامن مع الحملات الأمنية التي شنتها “قسد” داخل مخيم الهول للاجئين، بالإضافة للحملات الأخرى التي نفذتها الأخيرة بدعمٍ من قوات التحالف الدولي.
وتعرضت إحدى العربات العسكرية التابعة لقسد أول أمس، لهجومٍ مسلح بواسطة عبوة ناسفة، ما أدى لتعطُّلها بالكامل أثناء قيامها بدوريةٍ عسكرية في إحدى قرى ريف دير الزور.
وقال مراسل “نداء بوست” في دير الزور: إن عدداً من عناصر قسد قُتلوا بعد انفجار العربة التي كانت تقلهم عقب انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعةً قرب بلدة جزرة البوحميد بريف دير الزور الغربي.
وأصدرت خلايا تنظيم “داعش” عبر وكالة “أعماق” المقربة من التنظيم، بياناً تبنت فيه الهجوم قائلةً: إن “عناصر التنظيم استهدفوا سيارة عسكرية لقسد بواسطة عبوة ناسفة بالقرب من الطريق العامّ المارّ وسط بلدة جزرة البوحميد، ما أدى لتدمير السيارة بالكامل وعودة عناصر التنظيم سالمين”.
وفي الـ 25 من شهر أيلول الماضي، تبنى تنظيم داعش عبر معرفاتٍ مقرّبة منه، عمليتَيْ هجومٍ استهدف من خلالهما عناصر تابعين لقسد.
ونشرت وكالة “أعماق” حينها بياناً جاء فيه: إن عناصر التنظيم استهدفوا بالأسلحة الرشاشة دورية عسكرية تابعة لقسد بالقرب من بلدة الكبر بريف دير الزور الغربي.
وأضاف البيان أن الهجوم أودى بحياة أحد عناصر الدورية وإصابة ثلاثة آخرين بجروحٍ متفاوتة، حيث تم نقلهم إلى المشافي القريبة، بينما تمكن عناصر التنظيم من العودة لمواقعهم .
وفي بيانٍ آخر نشرته الوكالة المقربة من التنظيم، تبنى الأخير الهجوم الذي استهدف رتلاً عسكرياً تابعاً لقسد بالقرب من بلدة الغزيلة شرق الحسكة.
وبحسب بيان التنظيم، فإن الهجوم أدى لمقتل عدد من عناصر قسد وإصابة آخرين، كما أدى الهجوم لتدمير عربتين عسكريتين كانتا ضِمن الرتل الذي تعرّض للهجوم.
وفي الـ 23 من أيلول الفائت، استهدف عناصر داعش سيارة عسكرية تابعة لقسد بعبوة ناسفة، بالقرب من قرية غريبة بين محافظتَيْ دير الزور والحسكة، ما أدى لتدميرها بالكامل.
وفي الـ 21 من شهر أيلول أيضاً، أعلن تنظيم “داعش” في بيانٍ رسمي، تبنيه عدداً من الهجمات التي شنتها خلاياه على عددٍ من حواجز ونقاط “قسد” العسكرية في ريف دير الزور.
وأعلن التنظيم عن تبنِّيه الهجومَ الذي استهدف حاجز “قسد” العسكري في مدخل قرية الوحيد بريف دير الزور الشمالي، والذي أوقع عدداً من الإصابات في صفوف عناصر “قسد”.
كما تبنَّى التنظيم من خلال بيانه الهجوم الذي تعرّض له أحد عناصر “قسد” في بلدة “سويدان”، وكذلك الهجوم الذي استهدف حاجز “قسد” العسكري في قرية جزرة الميلاج بريف دير الزور الشمالي، والذي انتهى بمقتل أحد عناصر “قسد” وإصابة آخرين.
وفي الـ 18 من شهر أيلول، تبنى تنظيم داعش عَبْر بيان رسمي، عمليةً استهدفت أحد عناصر جهاز الأسايش التابع لقسد في ريف دير الزور الشرقي.
ونشرت وكالة “أعماق” بياناً جاء فيه: إن عناصر التنظيم استهدفوا بالأسلحة الرشاشة عنصراً في جهاز الأسايش ضِمن قرية حريزة التابعة لبلدة الصبحة شرقي دير الزور.
داعش يستهدف قوات الأسد وإيران في دير الزور
لم تقتصر هجمات تنظيم داعش في شمال شرق سورية على مواقع قسد، بل استهدفت كذلك نقاطاً عسكرية للنظام والميليشيات الإيرانية.
ففي أول أمس تعرضت سيارة من نوع “فان”، كانت تقلّ مجموعة من ميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، لهجومٍ بالأسلحة الرشاشة نفذه عناصر يستقلون دراجات نارية يُعتقد أنهم يتبعون خلايا التنظيم في المنطقة.
ووقع الهجوم على الطريق العامّ بالقرب من مدخل قرية البوليل بريف دير الزور الشرقي، وأدى لمقتل أربعة من عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني”، عُرف من بينهم القيادي في الميليشيا “عبيدة العاني”، وإصابة اثنين آخرين.
سبق ذلك بعدة ساعات هجوم مسلح استهدف ثلاث نقاط عسكرية تابعة “للحرس الثوري الإيراني”، على الطريق الدولي بين الميادين وبقرص، الخاضعتين لسيطرة الميليشيات الإيرانية وقوات النظام بريف دير الزور الشرقي.
وأدى الهجوم لإصابة ستة عناصر من “الحرس الثوري الإيراني”، ومقتل اثنين من عناصر ميليشيا “أسود الشرقية” التي وصلت لمؤازرة الميليشيات الإيرانية.
وقام العناصرُ المهاجمون الذين يُعتقد أنهم من خلايا التنظيم، بنصب كمين مُحكَم لقوات المؤازرة، واستهدفوا عرباتهم العسكرية بقذائف الـ RBG، ما أدى لإعطاب إحدى تلك العربات ومقتل العناصر داخلها.
وتنتشر خلايا تنظيم داعش في مناطق واسعة من محافظات الرقة ودير الزور وحمص والحسكة، وتختلف أماكن تواجُدها وسيطرتها من محافظةٍ لأخرى، فهي تملك نفوذاً قوياً في محافظة دير الزور وبعض مناطق بادية حمص، بينما لديها نفوذ أقل في محافظتَي الحسكة والرقة.