نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
مع بدء تنفيذ أمر الدفاع القاضي بتأجيل دوام طلبة المدارس في الأردن للفصل الثاني من واحد شباط/فبراير اليوم إلى العشرين منه، أصدرت حملة "ذبحتونا" بياناً وزعته على مختلف وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعلى المواقع الإخبارية الإلكترونية، قدمت فيه أرقاماً مقلقة حول الفاقد التعليميّ الذي يعاني منه الطلبة منذ بدء جائحة كورونا والقرارات المتعلقة بمواجهته والحد من انتشارها في المدارس والأماكن العامة.
وبحسب بيان "ذبحتونا"، كشفت نتائج الاختبارات التي أجريت للطلبة قبل أشهر، بعد العودة إلى التعليم الوجاهي، عن حجم "فاقد تعليميٍّ كارثيّ، نتيجة تعلم عن بعد استمر لما يقارب العامين دراسيين تقريبًا، والفشل الذريع لمنصة "درسك" والتعليم عن بعد، وأصبح لدينا طلبة في الصفوف الأساسية الدنيا لا يستطيعون كتابة جملة مفيدة واحدة بالقلم".
البيان يأخذ، إلى ذلك، على التمييز في تطبيق قرار تأجيل الدوام؛ ويقول: "في الوقت الذي يستمر فيه طلبة البرنامج الدولي في دوامهم المدرسي، قامت الحكومة بحرمان طلبة البرنامج الوطني الذي يضم طلبة المدارس الحكومية كافة، ومعظم طلبة المدارس الخاصة، من حقهم في التعليم".
ورأت حملة "ذبحتونا" في البيان أن الحكومة لم تأخذ بعين الاعتبار الواقع الصحي والوبائي والواقع التعليمي، حيث كان باستطاعتها "الموازنة بينهما".
فعلى صعيد الواقع الوبائي وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الفحوص الإيجابية إلا اننا لم نتجاوز حاجز الألف حالة مؤكدة داخل المستشفيات (الرقم وفق آخر نشرة حكومية هو 899 حالة)، بينما وصلت في منتصف كانون أول/ديسمبر الماضي 1321 حالة.
كما أن نسبة إشغال الأسرّة 32%، وغرف العناية الحثيثة 40% وأجهزة التنفس الصناعي 18%، وهي أرقام لا تزال في حدودها المقبولة ما يعني عدم وجود ضغوطات كبيرة على الخدمات الصحية والطبية. إضافة إلى أن المتحوّر أوميكرون وعلى الرغم من سرعة انتشاره، إلا أن قدرته على إصابة الجهاز التنفسي السفلي تبقى محدودة خاصة في ظل ارتفاع أعداد متلقي اللقاح.
يقول البيان: "أما على صعيد الواقع التعليمي، فقد صُدمنا من استسهال الحكومة تأجيل الدوام المدرسي ثلاثة أسابيع كاملة، خاصة في ظل واقع تعليمي صعب ومعقد أفرزته مرحلة التعلم عن بعد في ظل الجائحة والسياسات الخاطئة التي تم انتهاجها في تلك الفترة".
ويواصل: "كما جاء قرار التأجيل بعد أن تم تقديم إنهاء الفصل الدراسي الأول ثلاثة أسابيع، إضافة إلى الدوام بالتناوب في كثير من المدارس الحكومية والذي لم يكن مدروسا كما يجب وزاد من حجم الفاقد التعليمي لدى الطلبة".
ويضيف: "ويأتي قرار التأجيل في الوقت الذي سيتخلل الفصل الدراسي الثاني شهر رمضان الذي يكون فيه الدوام مختصرًا، وعطلة أعياد الفطر".
لذلك كان على الحكومة، بحسب البيان، أن "تضع هذه النقاط كافة بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار التأجيل. وكان الأولى أن يقتصر التأجيل على فترة لا تتجاوز الأسبوع إلى عشرة أيام كحد أقصى".
حملة "ذبحتونا" أعادت التأكيد على أن الحكومة بقيامها باسثناء طلبة البرنامج الدولي من مختلف المراحل، تكون قد "كرّست التمييز الطبقي وانحازت لمصالح أعضائها الشخصية على حساب مصلحة الوطن والعمالية التعليمية".
واستغربت الحملة عدم شمول رياض الأطفال وطلبة الصفوف الأساسية الدنيا (أول ثاني ثالث)، في الوقت الذي تم فيه استثناء رياض الأطفال للمدارس الدولية!!
بيان "ذبحتونا" يختم قائلاً: "إننا في حملة "ذبحتونا" نرى أن الحل الأمثل يتمثل بالآتي:
1- تأجيل دوام المدارس كافة لمدة 7-10 أيام كحد أقصى باستثناء طلبة التوجيهي الوطني، وما يوازيهم في البرنامج الدولي، وطلبة الصفوف الأساسية الدنيا للبرنامجيْن الوطني والدولي.
2- التخلّي بشكل مطلق عن فكرة العودة إلى التعليم عن بعد وتحت أي ظرف من الظروف، مع تأكيدنا على أن الحملة تشجع استخدام التكنلوجيا الحديثة وضد التعليم عن بعد بهذا الشكل الذي أوصلنا إلى هذا الفاقد التعليمي الهائل لدى طلبتنا.
3- إلغاء التناوب والعودة إلى الدوام المدرسي بشكل كامل، لِما أحدثه التناوب من أثرٍ كارثيٍّ على العملية التعليمة، وحجم الفاقد التعليمي الناجم عنه".
بقي أن نضيف أن أضرار التعليم عن بُعد مسّت الطلبة السوريين في الأردن بالقدر نفسه الذي مسّت فيه الطلبة الأردنيين، وأن نصف التسرّب يخص الأطفال والفتيان السوريين، وهو رقم مرعب قياساً إلى أن عددهم لا يساوي عشر عدد الطلبة الأردنيين، ومع ذلك يتساوون مع أترابهم الأردنيين بعدد المتسرّبين منهم.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية