ليس فقط بسبب قرار منع استيرادها من تركيا، بل تختلط جملة من الأسباب الطارئة والمتراكمة لغلاء أسعار المواد الغذائية في إدلب، حيث ضعف الإمكانات للاستثمار الزراعي في مناطق المعارضة، والتأثر الكبير الذي تركه ضعف القيمة الشرائية لليرة التركية، فضلاً عن أزمة الغذاء التي لا تقتصر على سورية ولا حتى دول المنطقة فقط بعد الحرب في أوكرانيا.
وبحسب فريق منسقو استجابة سورية فإنَّ الأسعار سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في المواد الغذائية وغير الغذائية بالتزامن مع بداية شهر رمضان.
كما شهدت المنطقة ارتفاعاً غير مسبوق حيث في أسعار الغذاء بنسبة زادت عن 33% بشكل عام، بينما ارتفعت أسعار القمح بنسبة زادت عن 42%، وبحسب الفريق فإن أسعار الزيوت النباتية سجلت ارتفاعاً بنسبة 62% وأسعار الألبان بنسبة 18%، أما الارتفاع الأكبر في الأسعار فكان في مادة السكر بنسبة 54% بعد فترة فقد المادة من الأسواق، كذلك أسعار اللحوم بأنواعها ارتفعت بنسبة 34%، كما سجلت أسعار الخضار والفاكهة ارتفاعاً بنسبة 48%.
الارتفاع الكبير في أسعار الخضار والفواكه كما في باقي الحبوب والحلوم والألبان يفوق قدرة المدنيين الشرائية بأضعاف، في ظلّ انتشار البطالة وضعفِ الأجور اليومية.
وأمام هذا كله لم يجد أبناء إدلب حلولاً ناجعة لمواجهة التضخم وغلاء الأسعار إلا إطلاق حملة مقاطعة للخضار والفواكه، حيث طالب عدد من النشطاءِ على مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة محال الخضار والفواكه والتوقف عن شرائها وذلك عقب وصول أسعارها إلى مستويات قياسية.
ارتفاع فاحش في أسعار الخضراوات في مدينة #إدلب في رابع أيام رمضان المبارك وحملات شعبية للمقاطعة.
للمشاهدة يوتيوب?https://t.co/Z0l0Omxzr0#الإعلامي_شامل_الحمصي pic.twitter.com/cUitrQejOI
— الإعلامي محمد سعيد قشاش (@SHAMEL2HOMS1) April 5, 2022
الناشط الإعلامي محمد العدنان وهو أحد النشطاء الداعين لمقاطعة الخضار والفواكه أكد أن الحملة باتت تُؤتي ثمارها وذلك بعد وجود انخفاض ملحوظ في بعض أسعار الخضار وبقاء الأسعار الباقية على حالها بعد قفزها لمستويات لا يمكن تقبلها أبداً.
الحملة للمقاطعة يرجعها الناشطون إلى دور التجار في الاحتكار واللعب بالأسعار واستغلال موسم رمضان في فرض هذا الغلاء
العدنان أضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أن سعر كيلو البندورة وصل إلى 25 ليرة تركية، وكيلو الخيار وصل إلى 20 ليرة، والباذنجان إلى 35 ليرة، وأن أي طبخة خضار أو صحن سلطة يحتاج إلى أجر عامل لمدة يومين.
كما أوضح فريق منسقو استجابة سورية أن الأوضاع الحالية تتطلب زيادة الرقابة على أسعار المواد بشكل عامّ في المنطقة، إضافةً إلى تحسين أوضاع المدنيين من خلال زيادة نسبة الاستجابة الإنسانية الفعالة وخاصة في الشهر الحالي، حيث الآلاف من العائلات لم تعد قادرة على تأمين وجبة طعام واحدة يومياً.
كذلك دعوا المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على زيادة مشاريع التغذية في شهر رمضان والعمل على شمولية كافة المناطق بغية تحقيق استقرار فعلي للمدنيين عموماً والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص.