“نداء بوست”-عواد علي- بغداد
اجتمع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور برزاني في لندن، يوم أمس الثلاثاء، مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة آخر تطورات الوضع ومستجداته في العراق والمنطقة، إلى جانب التباحث حول العلاقات بين إقليم كردستان وبريطانيا.
وقالت الحكومة البريطانية، في بيان: إن “جونسون اجتمع مع مسرور برزاني، في 10 داوننغ ستريت، وأعرب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق عن تطلعه لتصدير الطاقة إلى أوروبا.
ومن جانبه، أشاد جونسون بجهود مسرور برزاني للمساعدة في تقليل الاعتماد الغربي على النفط والغاز الروسيين.
وأضاف البيان أن جونسون ومسرور برزاني ناقشا زيارة رئيس الوزراء البريطاني الأخيرة إلى كييف، و”حاجة المجتمع الدولي لمواصلة صد الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا”.
أما حكومة إقليم كردستان، فقد ذكرت، في بيانها، أن رئيس الوزراء البريطاني تطرق خلال الاجتماع إلى أواصر الصداقة والعلاقات التاريخية التي تربط بريطانيا بإقليم كردستان، وجدد استعداد بلاده لمساعدة الإقليم في المجالات كافة، ودعمه لحل المشاكل بينه وبين الحكومة الاتحادية على أساس الدستور.
وأثنى جونسون على التنسيق والتعاون، والدور الإيجابي لرئيس حكومة إقليم كردستان فيما يتعلق بمعالجة قضية المهاجرين.
وشكر بارزاني بريطانيا والتحالف الدولي على تعاونهما المستمر مع إقليم كردستان، ودعمه في التصدي للإرهاب ومواجهة مخاطر تنظيم داعش. وتحدث عن الإصلاحات التي شرعت بها حكومة إقليم كردستان بهدف تنويع الاقتصاد ومصادر الإيرادات وتعزيز الاستثمار، وعبّر عن أمله بأن تزداد الاستثمارات البريطانية في إقليم كردستان، الذي لن يدخّر جهداً في تقديم كل أشكال التسهيلات للمستثمرين.
وبحسب ما بينت وكالة “رويترز” للأنباء، تضمّن الاجتماع “تفاهمات اقتصادية ستسمح لكردستان بتصدير النفط والغاز إلى أوروبا، كبديل عن الواردات الروسية التي خرجت من الأسواق نتيجة العقوبات المفروضة على موسكو من واشنطن”.
كما جاء الاجتماع، وفقاً لما ذكرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية”، على خلفية خلافات مع الإدارة الأمريكية دفعت بالحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة الإقليم إلى البحث عن بديل للحليف الأمريكي، وتتمحور هذه الخلافات حول السلوكيات الكردية الأخيرة إزاء تشكيل الحكومة المقبلة، وعدم توحّد الموقف الكردي إزاء التحالف مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، وتمرير حكومة الأغلبية السياسية، التي تسعى واشنطن إلى تمريرها في العراق، ضمن سياسة تحاول من خلالها “تقليل النفوذ الإيراني على العملية السياسية العراقية”، عبر تمرير تصور الصدر للحكومة المقبلة، حيث تلقي واشنطن باللائمة على الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود برزاني، في تعطّله.
ووصفت المجلة سلوك برزاني تجاه الإدارة الامريكية بأنه “ابتزاز” سياسي يقوم بتهديد واشنطن خلاله بالعمل على زعزعة استقرار العراق السياسي، من خلال إعادة المطالب الانفصالية إلى الواجهة مرة أخرى.
وأشارت المجلة إلى أن تصرفات الحزب الديمقراطي الكردستاني، التي وصفتها بـ “المثيرة للقلق”، دفعت واشنطن إلى البحث في سحب الدعم المالي الذي تقدمه له، والبالغ نحو 240 مليون دولار سنوياً.
على صعيد متصل، نشر موقع “ميدل ايست أي” الإخباري البريطاني، في الثامن عشر من أبريل/ نيسان الحالي، تقريراً نقل فيه عن ساسة عراقيين وجود ما وصفوه بـ “مساعٍ سياسية تقودها بريطانيا لتقويض أحزاب الإطار التنسيقي داخل العملية السياسية العراقية”، مؤكدين وجود “تدخلات سياسية تهدف إلى عرقلة تشكيل حكومة توافقية، والخروج بالعراق من أزمة الانسداد السياسي الحالي”.
الموقع ذهب أيضاً إلى أن المملكة المتحدة تحاول جذب الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى تحالف سياسي مع أحزاب سنية وشيعية أخرى، تضمن خلاله “حرمان أحزاب “الإطار التنسيقي” من التمثيل السياسي داخل الحكومة العراقية القادمة”، من خلال التأثير على حكومة إقليم كردستان العراق، مؤكداً، نقلاً عن هؤلاء الساسة، أن المشروع البريطاني ليس جديداً، لكنه وجد أخيراً شخصاً يتوافق بأهدافه معه”، إشارةً إلى مسرور برزاني.
وكشف الموقع عن اتصالات أجراها مع عدد من المسؤولين الدبلوماسيين البريطانيين للتحقق من صحة المعلومات، لكنها لم تفضِ إلى نتيجة حيث “رفضوا جميعهم الإدلاء بأي تصريح حولها”.