نداء بوست- أخبار سورية- متابعات
وقع المعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي، في فخّ الناشطة السورية ميسون بيرقدار، التي قامت بالاتصال به وإيهامه بأنها من قصر رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وبثت بيرقدار اليوم الأحد تسجيلاً صوتياً لمكالمة هاتفية أجرتها مع دراجي، بقصد شكره على موقفه الذي عبر عنه في تغريدة هاجم فيها ثورة السوريين واتهمهم بالخيانة.
وخلال المكالمة قالت بيرقدار لدراجي إن بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس كلفاها بنقل التحية للإعلامي الجزائري، ليرد عليها بالشكر وبطلب إيصال تحية منه لرئيس النظام السوري، وإبلاغه بأنه مستعد لتقديم كافة أشكال الدعم له كما تدعمه الجزائر.
كما أبدى دراجي خلال المكالمة استعداده لإجراء زيارة إلى دمشق، وأعرب عن أمله في أن يعود النظام السوري إلى جامعة الدول العربية ومشاركة بشار الأسد في القمة القادمة التي ستستضيفها بلاده.
وأكد دراجي أنه لم ولن يعتذر عن التغريدة التي أساء فيها للسوريين، وهاجم في الوقت ذاته الأشخاص الذين ثاروا طلباً للحرية والكرامة.
ويوم أمس السبت، شهد العالم الأزرق حرب تغريدات بدأت حين رد حفيظ دراجي على تغريدة نشرها الإعلامي السوري فيصل القاسم انتقد فيها النظام الجزائري.
وقال القاسم في تغريدته: “نظام يتآمر مع إثيوبيا ضد مصر، ويتحالف مع إيران ضد العرب، ويعادي جاره العربي المغرب، ثم يريد لمّ شمل العرب في قمة عربية”.
ليرد دراجي بالقول: “المهم أننا لا نخون، ولا نبيع وطننا ولا قضيتنا ولا شرفنا، ولا نفتخر بتدمير بلدنا لأجل إسقاط رئيسنا، الجزائر لم تقل بأنها ستلم شمل العرب، لأنه لن يلملم، في ظل تفشي أنواع خطيرة من المخدرات والمهلوسات، وتزايد حجم التطبيع مع كيان يسعى إلى منع عقد القمة في الجزائر باستعمال عملائه”.
وأثارت تغريدة دراجي غضب واستنكار السوريين، الذين قتل النظام منهم مئات الآلاف، واعتقل عشرات الآلاف، وهجر الملايين إلى شتى دول العالم، واستقدم إيران وروسيا إلى سورية للدفاع عنه والمشاركة في قتل الشعب.
وغرد مدير مركز جسور للدراسات محمد سرميني بشأن هذا الموضوع، قائلاً: “هناك نوع من التعالي ينتشر بين بعض النخب العربية عن ثورة السوريين على الظلم الذي وقع عليهم، ثورة السوريين من أجل أن يكونوا أحراراً كما خُلقوا، أن يعيشوا بكرامة في وطنهم، رغم كل الآلام والتضحيات والعثرات سيتحقق للسوريين ما يرنون إليه طال الزمان أو قصر”.
وكتب الرئيس السابق للائتلاف السوري عبد الباسط سيدا في تغريدة على تويتر: “السوريون بأنفتهم المعهودة، لم يحرجوا “نخب المقاومة العربية” المغربية منها والمشرقية، بمطالبتها بدعم قضيتهم العادلة، مقدرين الظروف والقدرات، ولكن أن تجاهر هذه “النخب” بكل هذا الحقد والتشفي” فهذا هو الأمر المحير الذي يستوجب تدخل أطباء النفس على ما يبدو. أيّ متلازمة يعاني منها هولاء؟”.
بدوره، علق الناشط وائل عبد العزيز بالقول إن “حفيظ دراجي لم يكتفِ باختصار الثورة السورية على عظمها بإسقاط رأس العصابة مردداً رواية المحتل الإيراني والروسي، بل تمادى إلى اتهام أهلها وهم الغالبية الساحقة من الشعب السوري، بالعمالة والخيانة. يحتاج المرء كمّاً كبيراً من السفالة وانعدام الأخلاق ليستطيع التشبيح بهذا الشكل الوضيع”.
الجدير بالذكر أن دراجي غرد بعد موجة الغضب التي أثارها بالقول: إن “السوريين أشرف بكثير من كل بيّاع كلام، محرض ومفترٍ، وأنا ابن ثورة عظيمة، وشعب عظيم حرر وطنه بكفاحه ، وصنع حراكاً سلمياً عظيماً، أطاح فيه برئيسه، لذلك لا يمكنني أن أكون ضد إرادة الشعوب في التغيير، لكنني ضد مَن يفرح لتدمير بلده، وضد مَن يحرض على بلدي، ويعتبر دعم فلسطين وجع رأس”.
ورأى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن هذه التغريدة هي اعتذار عن تلك التي سبقتها، إلا أن دراجي أكد في مكالمته مع بيرقدار أنه لم يقصد فيها الاعتذار، مشدداً على ذلك بالقول: “أبداً أبداً”.