المصدر: جيروزاليم بوست (تحليل)
ترجمة: عبد الحميد فحام
بقلم: سيث فرانتسمان
انتقد عضو في المجلس التنفيذي لحزب الله إسرائيل الأسبوع الماضي، زاعماً أن التوترات بشأن المسجد الأقصى لن تمر “دون رد”.
ونُشرت التصريحات في وسائل إعلام إيرانية مقرّبة من النظام تشير إلى دعم طهران لتهديدات حزب الله. ولقد أدلى بها حسن البغدادي، الإرهابي الذي صنفته الولايات المتحدة والمسؤول في حزب الله.
ووفقاً لتقارير وكالة أنباء فارس، زعم البغدادي أن “هجمات” إسرائيل على المُصلّين المسلمين كانت “انتهاكاً واضحاً لمُقدّسات المسلمين ومشاعرهم”.
كما أفادت قناة المنار الإعلامية التابعة لحزب الله بهذه التصريحات. إن الادعاء هو أن حزب الله يعتقد أن هذا العدوان لا يمكن أن يمرّ دون ردّ.
المقال في وسائل الإعلام الإيرانية لا يُقدّم تفاصيل أكثر عن تهديدات حزب الله ولكنه يشير إلى الانتخابات المُقبلة في لبنان.
الهدف هنا هو محاولة استخدام التوترات مع إسرائيل لزيادة الدعم لحزب الله في لبنان، وهذا لأن الحركة تعلم أن التعليقات الأخيرة للفصائل اللبنانية المُعارضة لحزب الله تشير إلى أنها قد تؤدي بشكل جيد في الانتخابات المُقبلة، ويشير المقال أيضاً إلى إدانات أخرى لإسرائيل من عمّان.
لطالما أراد حزب الله ضمان غضب إقليمي أوسع بشأن إسرائيل يمكن إضافته إلى رسائله المدعومة من إيران على وجه التحديد.
هذا لأن طهران ليست قادرة دائماً على الدعم الكامل للحركة الفلسطينية. حيث تسعى إيران إلى استخدام الفلسطينيين ضد إسرائيل وغالباً ما تستخدم حزب الله كوكيل في هذه الأعمال.
وقد زعم حزب الله أن إسرائيل تواصل “احتلال” لبنان، مبرراً بذلك “مقاومة” حزب الله. وتصف إيران ميليشياتها المختلفة في سورية والعراق ولبنان واليمن بـ “محور المقاومة”.
يريد حزب الله استغلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان لزيادة التوترات مع الدولة اليهودية. ويأمل أن تنضم إليه الجماعات المدعومة من إيران مثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في زيادة التوترات.
وقد استضاف سفير المملكة العربية السعودية في لبنان مؤخراً سياسيين لبنانيين بارزين لتناول وجبة الإفطار معه. وبحسب وكالة الأنباء الوطنية ” فقد حضر كل من الرئيسين السابقين أمين الجميل، وميشال سليمان، ورئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، وتمام سلام، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والزعيم الدرزي المخضرم في الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بالإضافة إلى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والنائبة السابقة بهية الحريري “.
وبحسب وكالة الإعلام الإماراتية العين، فإن مقابلة أجرتها مؤخراً مع سامي الجميل تضمنت إدانة لحزب الله. الجميل هو من العائلة المسيحية المارونية المعروفة التي عارضت حزب الله منذ فترة طويلة، ويعتقد الجميل أن الانتخابات المقبلة يمكن أن تكون “فرصة لإنهاء هيمنة حزب الله على السلطة”.
وقال في مقابلته مع العين: إن “هناك جهة لبنانية مُسلحة أخذت مواطنين رهائن في بلادهم، والهدف اليوم هو استعادة الأغلبية النيابية ووقف حزب الله عن تمثيل الشرعية من خلال هيمنته على مؤسسات الدولة.”
وقال الجميل: إنه يشعر بالقلق من أن الحزب السياسي الإسلامي الشيعي يحاول أن يجعل من المستحيل على المجتمع الدولي أن يعرف أين يبدأ لبنان وينتهي حزب الله. ويقول: “هدفنا استعادة إمكانية التفرقة بين لبنان والميليشيات الموالية لدولة أجنبية”. في الواقع، حزب الله موالٍ لإيران.
ويقول حزب الله: إنه في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها منتصف أيار /مايو، “لقد أعلن بعض اللبنانيين ولاءهم المطلق للشيطان ومرتزقته، مما سبب وصمة عار للمجتمع اللبناني”.
ويدّعي الحزب أن “المشروع الأمريكي الإسرائيلي” ضالع في هذه المؤامرة. ولطالما شبّهت إيران ووكلاء مثل حزب الله إسرائيل والولايات المتحدة بـ “الشيطان” فهذه التعليقات تتماشى مع هذه الرواية.
وأكد البغدادي المسؤول في حزب الله “أن الحصار الاقتصادي على لبنان لن يُغير نظرة اللبنانيين إلى المقاومة التي يدافع عنها ويدعمها، كما أنه لن يطيح بالمشروع الإسرائيلي”، بحسب وكالة فارس نيوز.
كما انتقد حزب الله السفارتين الأمريكية والسعودية في لبنان “لتدخلهما في الانتخابات اللبنانية”. على هذا النحو، فإن هدفه الآن هو زيادة التوتر مع إسرائيل ثم استخدام ذلك لزيادة دور الحزب في الانتخابات.
حزب الله يريد تصوير معارضته في لبنان على أنها أدوات لإسرائيل والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.