نداء بوست-سليمان سباعي-حمص
أفاد مراسل "نداء بوست" في حمص بارتفاع تكاليف العناية بالأطفال "حديثي الولادة" ممن اضطرهم واقعهم الصحي للدخول إلى "الحاضنات" ضِمن المستشفيات الخاصة لدرجة أنه لم يعد الكثير من ذويهم لديه القدرة على تحمل تكاليف العلاج رغم الحاجة الملحّة إليه.
وأشار مراسلنا إلى أن تكلفة العناية بالأطفال "حديثي الولادة" ضِمن المستشفيات تتراوح ما بين 100-150 ألف ليرة سورية، الأمر الذي احتجّ عليه العديد من أهالي المرضى دون أن يجدوا آذاناً صاغية، ما دفعهم لاتهام أصحاب تلك المستشفيات بالاتجار بأرواح أطفالهم لكسب المزيد من الأموال، مستغلين سوء أوضاع أطفالهم الصحية لكسب المزيد من الأموال.
الطبيب محمد.س "اختصاصي بعلاج الأطفال حديثي الولادة" لم ينفِ خلال تصريحاته لمراسلنا استغلال أصحاب المستشفيات غياب القطاع الصحي "العام" عن تأمين خدماته للمرضى من خلال تأمين حواضن إضافية ضمن مستشفى الوليد الكائن في حي الوعر، والذي امتنعت إدارته عن استقبال الأطفال بحجة عدم توفر كهرباء بشكل مستمر، الأمر الذي يهدد حياة الأطفال "بحسب الطبيب محمد".
وأشار الطبيب إلى أن جائحة "كورونا-coved19" التي اجتاحت سورية ساهمت بشكل كبير بزيادة عدد الأطفال الذين يتمّ إدخالهم لغرف "الحواضن" الأمر الذي دفع لانتهاز الفرصة من قِبل أصحاب المستشفيات، وطرح زيادة بنسبة تخطت الـ 40% عن المعتاد، بالوقت الذي لا يملك الأهالي حولاً ولا قوة إزاءها وهم يعلمون بأن الحاجة تقتضي إدخال أطفالهم لتلك المستشفيات.
وأكّد الطبيب محمد أنه من الممكن أن يتعرض الأطفال حديثو الولادة للإصابة بفيروس كورونا لكن بنسبة أقل من كبار السن، والسبب يرجع لكون مناعتهم لم تنضج بشكل كامل، ناهيك عن المشاكل التنفسية التي سيعانون منها باعتبار أن شعبهم الهوائية الصدرية ما تزال غضّة، ويمكن اختراقها من قِبل الفيروس بشكل سهل وسريع، لا سيما الأطفال الذين تلدهم أمهاتهم قبل انتهاء فترة الحمل المتعارف عليها بتسعة أشهر.
في ذات السياق تحدثت أم خالد عن تجربتها التي وصفتها بـ "المريرة" بعدما اضّطرت لإخراج طفلها من الحاضنة على مسؤوليتها الشخصية بعد عجزها عن الاستمرار بدفع فواتير المستشفى التي بلغت نحو 1.700.000 "مليون وسبعمائة ألف ليرة سورية خلال فترة عشرة أيام تتضمن كشفيات الأطباء، وأجرة المستشفى، وقسماً من الأدوية التي كانت تضطرّ لشرائها من الصيدليات المجاورة.
وبيّنت في معرض حديثها أن ابنها تجاوز مرحلة الخطر "بفضل الله" لكن معاناة الأهالي، ولا سيما الأمهات ما تزال مستمرة إذّ إنهم يقعون بين مطرقة التكاليف، وسندان بذل الغالي والنفيس لإنقاذ أرواح أطفالهم، بالوقت الذي تشهد فيه مناطق سيطرة نظام الأسد تراجُعاً كبيراً بخدمات القطاع الطبي من جهة، وتدهور الوضع المعيشي والاقتصادي من جهة أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن مستشفى الوليد في حي الوعر وسط حمص كان مقصداً للأهالي الراغبين بعلاج أطفالهم فيما مضى، إلا أن غياب الأطباء عنه وإهماله من قِبل مديرية الصحة في حمص شكّل كابوساً للمدنيين الذين بدؤوا رحلة البحث بين تجار المرض من أصحاب المستشفيات الخاصة الذين غابت عنهم أي مراقبة من قِبل الجهات المعنية.