نداء بوست- أخبار سورية- خاص
أكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، وعضو الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، جورج صبرا، على ضرورة استثمار التحقيق الذي نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية يوم الخميس الماضي، لإدانة النظام السوري ووضع القضية السورية على مسار الحلّ.
وقال صبرا في حديث لـ”نداء بوست”: إنه بالرغم من أن جريمة حي التضامن تأتي في سياق المجازر المتعددة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام، ويتم اكتشافها أو الكشف عنها تباعاً، إلا أنها تحمل قدراً من الفظاعة والوحشية، وتشكل نتوءاً بارزاً في السجل الدموي الحافل لارتكابات النظام وفي سجل الجرائم العالمية الموصوفة، تُذكِّر بالهولوكوست النازي وجرائم الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف: “لأن العملية السياسية معطلة، أو وُضعت على رفّ القضايا المؤجلة، وما يجري تحت عنوان اللجنة الدستورية لا يمتّ إلى العملية السياسية بصلة، فهو خارج مسارها ومندرجاتها التي رسمتها القرارات الأممية ذات العلاقة”.
ويرى صبرا أن هذه المجزرة بتحقيقها الاحترافي وتوثيقها بالصوت والصورة خطفت جميع الأضواء، لأنها كشفت من جديد حقيقة النظام وحجم ارتكاباته المعروفة وما خفي منها، وأظهرت سر ممانعته للحل السياسي وإعاقته المستمرة لتقدُّم العملية السياسية بأي مقدار.
كما أن هذه المجزرة -يقول صبرا- “دفعت بالملف القانوني إلى الصدارة، لأنه مستمر بكشف طبيعة النظام الدموية والوحشية وحقيقة حماته وداعميه، وإثبات عدم رغبته بالحل السياسي وعدم أهليته لذلك”.
وأردف: “من احترف التنكيل وأعمال القتل والإجرام المتعدد الأشكال، وأوقع سورية وشعبها في هذه المحنة المستمرة غير مؤهل للعمل لإخراجنا من المحنة وبناء سورية الجديدة”.
ويعتقد صبرا أنه للاستفادة من كشف هذه الجريمة والاستنكار الذي أثارته ضد النظام، بما يشكل كشفاً وفضيحة وإدانة في الوقت نفسه، لا بُدّ من تثمير الحدث بإبراز الملف القانوني ووضعه كمحور للجهد الرئيسي في هذه المرحلة من خلال الأفراد والمنظمات السورية ذات العلاقة، لدفع المنظمات الدولية المعنية وراء مسؤولياتها.
وأضاف: “فكما أن جرائم النازية والفاشية فيما عرف بالهولوكوست استدعت العدالة الدولية للفعل عَبْر محكمة نورنبيرغ، فلا بُدّ من محكمة بل محاكم دولية تحاسب النظام ومجرميه، تقتص منهم وتنصف الضحايا”.
ويمكن أن تكون الجهود بهذا الاتجاه رافعة لإنزال القضية السورية عن رفّ التأجيل، لتوضع على مسار الحل، وتبقى مهمتنا كسوريين في المقام الأول للدفع وراء هذا المسار، لتحقيق العدالة والإنصاف ولو بعد حين، وفقاً لصبرا.
وقبل أيام نشرت صحيفة “الغارديان” تسجيلاً مصوراً يُظهر قيام ضابط من قوات النظام السوري يدعى أمجد يوسف، بتصفية عشرات المعتقلين في حي التضامن ورميهم في حفرة ومن ثَمّ سكب الوقود عليهم وحرقهم.
وأوضحت الصحيفة أن العنصر ينتمي إلى الفرع 227 التابع لجهاز الاستخبارات العسكرية، ويعود تاريخ ارتكاب هذه الجريمة إلى نيسان/ إبريل عام 2013.
ويظهر الفيديو مجموعة من المدنيين معتقلين لدى قوات النظام، معصوبي الأعين، ومكبلي اليدين، ويسيرون نحو حفرة حيث يقوم عناصر النظام بإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة.
وقالت الصحيفة: “عندما انتهت عمليات القتل، لقي ما لا يقل عن 41 رجلاً مصرعهم في المقبرة الجماعية بالتضامن، وسكب قَتَلَتُهم الوقود على رفاتهم وأشعلوها ضاحكين وهم يتسترون على جريمة حرب”.
وفي تعليقه على هذا الفيديو، قال مارتن تشولوف، مراسل صحيفة “الغارديان” في الشرق الأوسط: “هذا أفظع ما رأيته في الصراع السوري بأكمله، هذه اللقطات تعطينا لمحة عن جزء لم يسبق وصفه من الحرب المستمرة منذ 10 سنوات”.
الجدير بالذكر أن الباحثيْنِ اللذين أعدا التحقيق أنصار شحود وأوغور أوميت أونجور، العامليْنِ في “مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية” في جامعة أمستردام، تمكنا من الإيقاع بالضابط أمجد اليوسف وحصلا على اعتراف مصوَّر منه بجريمته.