نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
سلط موقع “جسور للدراسات” الضوء على التصعيد التركي الأخير ضد حزب “العمال الكردستاني”، في منطقة شرق الفرات، شمال شرقي سورية، وأسبابه وآثاره المحتملة.
وذكر المركز أن مناطق شمال شرق سورية تشهد منذ بداية نيسان/ إبريل الحالي، تصعيداً عسكرياً جديداً من قِبل تركيا ضدّ أهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني و”قسد”.
وجاء هذا التصعيد بعد مرور أكثر من شهرين على تنفيذ القوات التركيّة عملية “نسر الشتاء” التي استهدفت جوّاً عَبْر الطائرات المسيّرة والمقاتلة أكثر من 80 هدفاً في مناطق انتشار حزب العمال الكردستاني في سورية والعراق.
ولاحظ المركز وجود ارتفاع ملحوظ في وتيرة القصف البري لأهداف تتبع “قسد” ووحدات حماية الشعب YPG التابعة لحزب العمال الكردستاني في محيط منطقة “نبع السلام” في ريفَيْ تل تمر وعين عيسى ومنطقة أبو رأسين.
كما أشار إلى استهداف الطيران التركي المسيّر في الأول من نيسان/ إبريل الحالي، سيارة تقلّ عناصر وقياديين من PKK في قرية حاصودة جنوب بلدة القحطانية بريف الحسكة، ما أدّى لمقتل أحد العناصر وإصابة قياديّيْنِ اثنين يُدعى أحدهما “فرهاد مردي”.
كما أشار إلى استهداف الطيران المسيّر سيارة تتبع مركز التنسيق مع القوات الروسيّة في “المجلس العسكري السرياني” التابع لقسد، كانت في طريقها للقاء القوات الروسيّة لتفقُّد محطة تحويل كهرباء تل تمر، ما أدّى لإصابة كل من “أورم ماروكي” عضو القيادة العامة للمجلس العسكري السرياني و”فاديم أحمد” المترجم والعضو في مركز التنسيق نفسه.
ولفت المركز إلى أنّ تركيا بدأت منذ منتصف آب/ أغسطس الماضي، مرحلةً جديدة في تعامُلها مع تهديد انتشار حزب العمال الكردستاني في سورية، وذلك بخفض معدّل تسيير دوريات المراقبة المشتركة مع روسيا في مناطق شرق الفرات مقابل تكثيف عمليات القصف الجوّي المباشر لأهداف تابعة لـ PKK و”قسد”.
وأضاف: “لكن خفض مُعدَّل الدوريات المشتركة وتوسيع وتكثيف القصف الجوّي لا يعني أنّ تركيا تخلّت عن التزامها بمذكّرة “سوتشي” 2019، فيما يُفترض أن يكون أي استهداف قد تم بتنسيق مسبق مع روسيا، لتفادي التصادم وللتبليغ عن قائمة الأهداف النَّشِطة، دون أن يعني ذلك قبولَ روسيا بهذه الآلية”.
ورأى أنّ عدم اتخاذ روسيا أي موقف إزاء تصعيد تركيا في شرق الفرات قد يؤثر على التفاهم الذي عقدته مع “قسد” في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019، والذي قضى بانتشارها مع قوات النظام السوري في المنطقة مقابل حمايتها من العمليات العسكرية التركية.
كذلك يرى المركز أنّ استمرار تصعيد تركيا قد يُضرّ بدور روسيا كوسيط أو ضامن بالنسبة لقسد، التي قد تعمل على تخفيض مستوى التزامها بالتنسيق العسكري والأمني مع القوات الروسية ضِمن مناطق سيطرتها؛ مما قد يتسبّب بوقوع حوادث احتكاك واستفزاز متعمَّد بين الطرفين أو بين “قسد” وقوات النظام.
وتوقع المصدر أن تستمر تركيا في سياستها إزاء التعامل مع انتشار عناصر حزب العمال الكردستاني في سورية سواءً عَبْر التنسيق مع روسيا في إطار مذكّرة “سوتشي” أو من خلال الاستهداف الجوي الكثيف والذي قد يتّسع إلى عمليات أمنية واسعة داخل الحدود.