نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
أكد مركز جسور للدراسات وجود مؤشرات على عودة القوات الأمريكية إلى مواقع في سورية كانت أخلتها عام 2019 في إطار الانسحاب من المواقع التابعة لها في ريفيّ حلب والرقة على خلفيّة إطلاق تركيا عمليّة نبع السلام.
وأشار المركز إلى وصول قافلة عسكرية صباح يوم الأحد الماضي، إلى قاعدة خراب عشق الملاصقة لمعمل إسمنت لافارج في الريف الجنوبي لمدينة عين العرب شمال شرقي حلب، يرافقها طواقم وآليات فنيّة ومعدات حفر، باشرت فور وصولها بأعمال ترميم القاعدة وإعادة رفع السواتر الترابية في محيطها.
ورأى المركز أن عودة القوات الأمريكية إلى قاعدة خراب عشق مؤشر على نيّتها إعادة التمركز في بقيّة المواقع العسكريّة التي كانت قد أخلتها نهاية عام 2019.
ووفقاً للمركز فإن الولايات المتحدة قد تسعى من خلال هذه الخطوة لتحقيق عدد من الأهداف في هذه المرحلة وهذا التوقيت، أهمها “إبداء الاهتمام مجدّداً بالملف السوري مع زيادة وضوح معالم سياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاهه، وبالتالي، الرغبة في أخذ دور أكبر في هذا الملف وكسر حالة الجمود التي يمرّ بها، بما يقود لممارسة الضغوط على بقية الفاعلين لا سيما روسيا وإيران”.
وأيضاً قد يكون من بين جملة الأهداف “السعي لتفعيل دور الولايات المتحدة كوسيط وضامن بين تركيا و”قسد” مع ازدياد حدّة التصعيد المتبادل بين الطرفين مؤخراً، خاصةً في منطقة عين العرب”.
وفي هذه الحالة يقول المركز: “في حال كان هذا المسعى قائماً على صيغة تفاهم مع أنقرة فقد ينتج عنه وثيقة جديدة شبيهة بمذكرة تفاهم سوتشي 2019، يحلّ فيه الجانب الأمريكي مكان نظيره الروسي، أمّا إن كان تحركاً أحاديّ الجانب من حيث التنسيق والتنفيذ فإنّ الغاية الرئيسيّة منه هي محاولة منع القوات التركية من إطلاق عمليّة عسكريّة جديدة في المنطقة تستهدف قسد وحزب العمال الكردستاني”.
كذلك يرى المركز أن من بين تلك الأهداف “التحضير والاستعداد لمرحلة التعافي المبكّر، لا سيما وأنّ خطوة القوات الأمريكية سبقها منح استثناء من عقوبات قانون قيصر للشركات الراغبة في العمل بعدد من القطاعات الاستثماريّة والخدميّة ضمن مناطق سيطرة قسد ومناطق سيطرة الجيش الوطني السوري باستثناء عفرين، خاصةً وأنّ قاعدة خراب عشق ملاصقة لمعمل إسمنت “لافارج سيمنت سيريا” الفرنسي المتوقّف عن العمل منذ منتصف عام 2015، والذي يعتبر المنشأة الأكثر أهميّة في هذه المرحلة مع توارد معلومات أوليّة عن وجود مخطط لصيانته وإعادة تشغيله من قبل الشركة المالكة له أو شركة أخرى تقوم باستثماره”.
التحالف الدولي يعيد تموضعه شرق الفرات.. هل غيّرت أوكرانيا خطط بايدن في سورية؟
ويضيف المركز: “لكن، وبالنظر لتعدّد الفاعلين المحليّين والدوليّين في المنطقة فإنّ إعادة انتشار القوات الأمريكيّة فيها تضع على عاتقها مسؤوليّة خلق البيئة الأمنيّة المستقرّة والملائمة لإنجاح خطّة التعافي المبكّر. بالتالي، التعهّد بإخراج حزب العمال الكردستاني من المنطقة، منعاً لاستهدافها وما فيها من منشآت من قبل القوات التركيّة في حال استغلال عناصره وكوادره لها؛ بالسيطرة عليها والاختباء فيها كما حصل في منشآت أخرى، خاصةً محطّات تحويل الكهرباء في منطقتي تل تمر والمالكيّة بريف الحسكة”.