نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قبل أيام، استخدام القوات الروسية في سورية منظومة الدفاع الجوي “S300” ضد مقاتلات إسرائيلية خلال تنفيذها غارات على المواقع الإيرانية.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن غانتس قوله: إن الطائرات الإسرائيلية لم تكن في الأجواء في أثناء إطلاق بطارية “S300” الصواريخ، من دون أن يؤثر ذلك على التنسيق مع روسيا في سورية.
ويرى “مركز جسور للدراسات” أن الخلافات بين موسكو وتل أبيب إثر الصراع في أوكرانيا، انعكست على التنسيق بين الطرفين في سورية، تبعها فرض روسيا قيوداً على حركة سلاح الجو الإسرائيلي بشكل غير مسبوق منذ نهاية عام 2015.
ويعتقد المركز أن إسرائيل لجأت نتيجة تلك القيود إلى تكتيكات خاصة من أجل ضمان استدامة الضربات التي تنفذها في سورية.
ومن ضِمن تلك التكتيكات، زيادة الاعتماد على الضربات الصاروخية “أرض – أرض”، منذ شباط/ فبراير الماضي، حيث بلغ عددها 8 هجمات مقابل 8 هجمات باستخدام الغارات الجويّة، ويشير المركز إلى أنّ العديد من الطلعات الجوية كانت تتمّ باستخدام الأجواء اللبنانية والمجال الجوي لقاعدة التنف، تفادياً لأي صدام محتمل.
وبحسب المصدر فإن الخلاف “الروسي – الإسرائيلي”، بدأ منذ إعلان تل أبيب معارضة غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي، وتعمّق هذا الخلاف بعد توجيه وزارة العدل الروسية قبل أيام إخطاراً للوكالة اليهودية في روسيا بالإغلاق، وتلويح إسرائيل بعدها بالتخلي عن سياسة الحياد والاستعداد لتقديم الدعم لأوكرانيا.
ويشير المركز إلى أن الخلاف بين الطرفين وتقييد روسيا لحركة سلاح الجو الإسرائيلي “أتاح لإيران توسيع هامش نشاطها في سورية بشكل أكبر، لا سيما جنوب البلاد وبالقرب من خط وقف إطلاق النار لعام 1974، حيث عملت على نقل أنظمة توجيه متطورة لزيادة دقّة الصواريخ التي تخزنها في سورية”.
ورغم ذلك، يؤكد المركز أن روسيا وإسرائيل ما تزال تحتفظان بخط الاتصال والتنسيق العسكري، حيث ترسل تل أبيب إخطاراً إلى موسكو بجميع الهجمات الجوية قبل تنفيذها، بما في ذلك استهداف شحنة صواريخ إيرانية في مطار دمشق في حزيران/ يونيو الماضي.
ويعتقد المركز أنّ روسيا يبدو أنها لا ترغب بمنع الهجمات الإسرائيلية في سورية بشكل كامل، بل مجرّد تقييدها كنوع من ممارسة الضغط على إسرائيل بهدف تعديل مواقفها، ومنعها من تبنِّي أيّ سياسة تؤدي لتقديم الدعم إلى أوكرانيا.
وبذلك -يقول المركز- تحافظ موسكو على دورها كوسيط بين الفاعلين الدوليين في سورية، كما أن استمرار الهجمات بالحدّ الأدنى يُتيح لها ضبط تحرُّكات الميليشيات الإيرانية في سورية.
كما يرى أن إسرائيل لن تنتهج في الغالب سياسة تصعيد ضدّ روسيا في سورية، وستلجأ إلى القنوات الدبلوماسية من أجل تذليل العقبات أمام عملياتها الأمنية في سورية، وللتباحث حول مصير الفرع الروسي للوكالة اليهودية.
ويوضح المركز أن هذا “يعكس حرص الدول الإقليمية على استمرار دور روسيا كضامن من أجل تحصيل مكاسب سياسية وأمنية، ولتفادي الصدام المباشر مع إيران”.