نداء بوست -أخبار سورية- إسطنبول
أصدر مركز “جسور للدراسات” دارسة أكدت أن توجه حركة حماس نحو النظام، هو تقدير الموقف الأسوأ في تاريخها السياسي من حيث الاتجاه والتوقيت.
واعتبر المركز أنه قرار لا تبرّره أيّ ضغوط أو بحث عن مصالح، فهو القرار الأكثر كُلفة من النواحي الأخلاقية والقيميّة والسياسية، وهي أثمان ستدفعها الحركة اليوم وفي المستقبل؛ لأنها ستبقى وَصْمة في تاريخها وتاريخ القضية الفلسطينية.
وبحسب الدراسة فقد وصلت العلاقة بين حماس والنظام السوري إلى القطيعة مع نهاية عام 2011، بناءً على موقف الحركة، أو ما يمكن تسميته بـ “لاموقف” الحركة من الثورة السورية التي اشتعلت في ربيع 2011، حيث رفضت آنذاك إصدار موقف مؤيِّد للنظام، الذي لم يكن يتوقّع ذلك منها، مثلها مثل بقية المنظمات الفلسطينية المقيمة في دمشق، وإنْ كانت الحركة لم تُصدِر بالمقابل موقفاً واضحاً داعماً للثورة السورية.
ولفتت الدراسة إلى أنه قد بدَا مؤخراً أنّ الوساطات الإيرانية بين الطرفين قد وصلت إلى نقطة حاسمة، وأن الترتيبات لعودة العلاقة تجري على قدم وساق برعاية إيرانية وتنفيذ من طرف حزب الله.
وتُمثل إيران عرّاب إعادة التطبيع بين حماس والنظام، ويُمكن اعتبارها الرابح الأساسي، وربما الوحيد في الوقت الراهن من هذا التطبيع.
وأشار المركز إلى أن إيران تسعى من خلاله لجمع حلفائها في معسكر واحد، فالسَّرْدِيّة الإيرانية للأحداث تملك ترابُطاً لا يشوّهه إلا ابتعاد الحليفين السوري والحمساوي عن بعضهما البعض. كما أن الشقاق بين هذين الحليفين يُضعِف من قدرة إيران على تسويق النظام بشكل خاصّ، وتبرير سرديتها بشكل عامّ، على المستوى الشعبي.
ورأى المركز أن الدافع الأساسي للحركة في تطبيع العلاقة مع النظام وقبولها بالشكل الاعتذاري لعودة العلاقة، يندرج ضِمن استجابة مباشرة لطلب إيراني، خاصة مع ارتفاع تأثير الجناح القريب من إيران داخل الحركة.
ويُشبه الدافعُ الرئيسي للنظام في إعادة العلاقة مع حماس ذلك الدافعَ الذي تملكه الحركة، وهو الاستجابة للضغوط الإيرانية، فإيران هي الداعم الرئيسي للنظام، مثلما هي الداعم الرئيسي لحماس.