نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
أكد مركز جسور للدراسات، أن تركيا بدأت تنفيذ إستراتيجية جديدة لعملياتها العسكرية في سورية، بعد إطلاق عملية “المخلب- السيف” في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
ويرى المركز أن تركيا “عكفت على تنفيذ إستراتيجية عسكرية جديدة في سورية؛ بتركيز الاعتماد على استخدام القوّة الجويّة كأداة لتحقيق أهداف عسكرية شِبه كاملة، وعدم الاكتفاء بمهامها الاعتيادية في تقديم التغطية الجوية وتهيئة الميدان للقوات البرية”.
وتقوم الإستراتيجية الجديدة على توجيه الطائرات الحربية والمسيّرة ضربات هدفها استنزاف وإضعاف حزب العمال الكردستاني وقسد، عبر استهدافها القيادات ومخازن الأسلحة وخطوط الإمداد والمخابئ وغيرها من المنشآت العسكرية واللوجستية والاقتصادية.
وأشار إلى أن التنسيق العملياتي مع الولايات المتحدة وروسيا خرق في توسيع حجم ونطاق الضربات الجوية للعملية، حيث أتاح التنسيق العسكري العالي مع واشنطن وصول الطيران الحربي التركي إلى محافظة دير الزور للمرة الأولى منذ أن أطلقت تركيا عملياتها العسكرية في سورية.
وعن دلالات هذا التطور، قال المركز إنه من الممكن أن يكون تفسيراً لـ”الموقف المرن من الولايات المتحدة برغبتها في الحفاظ على حالة الحياد الإيجابي لتركيا في العلاقة مع روسيا”.
في حين يشير المركز، إلى أن التنسيق بين تركيا وروسيا كان بـ”الحدّ الأدنى والضروري” لضمان سلامة الطيارين الأتراك، وسلامة القوات الروسية في بعض المواقع، دون مراعاة سلامة قوات النظام السوري.
وأشار إلى أن استياء روسيا من العملية بات واضحاً، حيث لجأت إلى التصعيد في إدلب بغرض الضغط لإعادة ضبط نطاق وحجم الضربات الجوية التركية.
وعن توقيت العملية التركية، التي جاءت قبيل انعقاد جولة “أستانا 19″، يعتقد المركز أن ذلك سببه “رغبة تركيا بفرض قواعد اشتباك جديدة فيما يتعلّق بآلية التعاطي مع التهديدات القادمة من مناطق سيطرة قسد”.
وأضاف: “إنّ تركيا اختارت تنفيذ العملية في وقت انشغال الفاعلين الدوليين بقضايا أكثر أولوية بالنسبة لهم، فروسيا والغرب يركزون على الصراع في أوكرانيا، وإيران تواجه تحدي الاحتجاجات الشعبية العارمة”.
وبحسب المركز فإنّ الإستراتيجية الجديدة “شكّلت بديلاً معقولاً لتركيا عن العملية البرية”، وقد لا تتطور ضربات الطيران الحربي والمسيّر إلى مشاركة من القوات على الأرض بالضرورة.
وأرجع المركز ذلك إلى أن “الولايات المتحدة ورغم مستوى التنسيق المرتفع أبدت تخوُّفها من تأثير العمليّة على الحرب ضد تنظيم “داعش”، والذي قد يُشكّل عائقاً أمام توسيع مستوى التنسيق ليتيح شنّ هجوم بري في الوقت الراهن”.
كما اعتبر أن تلويح تركيا بمزيد من التصعيد “ربما يكون بغرض الحصول على امتيازات في التنسيق العسكري من الولايات المتحدة وروسيا، على غرار حالة الضربات الإسرائيلية، بما يُحقق لها قدرة مستمرّة على ضرب الأهداف التي تريد في سورية مقابل اتخاذ إجراءات عدم التصادُم بين القوات الجوية والبرية”.