نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
استعرض مركز جسور للدراسات التصعيد الذي تتعرض له محافظة إدلب شمال غربي سورية، وريف حلب الغربي المحاذي لها، والأسباب التي تقف وراءه.
وأشار المركز إلى أن المنطقة تشهد منذ مطلع شهر أيار/ مايو الجاري تصعيداً من قبل الميليشيات الإيرانية، التي قامت باستهداف مجموعة من الجبهة الوطنية للتحرير في منطقة سهل الغاب، وقصف قاعدة تركية في منطقة الشيخ سليمان غرب حلب.
وأكد المركز وقوف الميليشيات الإيرانية وراء هذا التصعيد كون القصف الذي تعرضت له القاعدة التركية في 13 من الشهر الجاري انطلق من منطقة قبتان الجبل التي تنتشر فيها قوات تابعة لـ “حزب الله” يُطلق عليها اسم “فوج قاسم سليماني”، الذي ينحدر مقاتلوه من بلدتَيْ نبّل والزهراء.
ويقول المركز إن هذا التصعيد يعكس عودة إيران إلى المشهد العسكري بشكل واضح، بعد المؤشرات على رغبتها في استعادة الزخم في المشهد السياسي، من خلال استقبالها لرئيس النظام السوري بشار الأسد في طهران في 8 أيار/ مايو.
ويرى المركز أن هناك ثلاثة أهداف تسعى إيران لتحقيقها من وراء هذا التصعيد، أولها إلقاء المزيد من الضغوط العسكرية على تركيا كردّ على النشاط العسكري التركي في العراق، والذي يبدو أنه غير مرغوب به من قِبل إيران.
كذلك تسعى إيران لتوظيف انشغال روسيا في الصراع بأوكرانيا لإعادة توزيع وانتشار الميليشيات الإيرانية في سورية والتي كان قد تراجع حضورها في جبهات شمال غرب البلاد؛ بسبب التفاهمات الثنائية بين روسيا وتركيا، وفقاً للمصدر.
وأما الهدف الثالث فهو التمسّك بالحضور العسكري في سورية، وتوجيه رسالة للولايات المتحدة في هذا الصدد والتي ما تزال تطالب إيران بخفض التدخّل في المنطقة خلال المفاوضات المتعلّقة بالاتفاق النووي.
وأشار المركز إلى أن “الأنشطة العسكريّة التي تقوم بها إيران شمال غربي سورية لا تعني استياء أو عدم قبول أو رفض روسيا لها، بل غالباً ما قد تكون بالتنسيق بين الطرفين، ولن تفوّت روسيا فرصة الاستفادة منها من أجل إعادة تقديم نفسها كوسيط أو ضامن أمام تركيا لاستمرار وقف إطلاق النار في المنطقة”.
وحول مستقبل هذا التصعيد، استبعد المركز أن يتحول إلى مواجهات شاملة؛ وقال: “ارتفاع مستوى النشاط العسكري شمال غرب سورية -وإنْ كان يخدم مصالح النظام وإيران- لا يبدو أنه خيار مرحَّب به بالنسبة لتركيا وروسيا في ظل المعطيات الحالية”.